في لوحة الطقس الليبية لهذا الأسبوع، ترتسم مشاهد متباينة بين هدوء نسبي يخيّم على الأجواء اليوم، وتبدّل مرتقب يضفي على الأيام القادمة طابعًا أكثر حرارة وحركة. فالسماء وإن كانت تميل إلى الصفاء، إلا أن السحب العابرة لا تزال تجد طريقها إلى مناطق الشمال الشرقي، محمّلة بزخات مطرية متناثرة تلامس الجبل الأخضر والساحل الشرقي. وبينما يحظى البحر بطمأنينة نادرة، تبقى الأعين شاخصة إلى الرياح التي ستغيّر اتجاهاتها، حاملة معها تنبؤات بصعود الحرارة نحو مستويات تفوق المعدلات الفصلية.
لطالما كانت ليبيا أرض التناقضات المناخية، حيث تتجاور الصحارى القاحلة والسواحل الرطبة في تآلف مدهش. ويبدو أن الأسبوع الجاري لن يخرج عن هذه القاعدة، إذ تبدأ الأجواء باستقرار نسبي اليوم، لكنها سرعان ما تنحرف نحو منحنى تصاعدي في درجات الحرارة، يترافق مع رياح تحمل تغييرات قادمة من الجنوب الشرقي. فمع بدء الأسبوع، تتحرك التوقعات نحو تسجيل ارتفاع ملحوظ في الحرارة، خاصة مع حلول يومي الإثنين والثلاثاء، حيث من المنتظر أن تبلغ درجات الحرارة ذروتها على أغلب مناطق البلاد.
رغم سيادة أجواء معتدلة، فإن مناطق الشمال الشرقي لن تنجو من بعض الاضطرابات الجوية، حيث تشير بيانات الأرصاد إلى تكاثر السحب على فترات، ما قد يؤدي إلى تساقط أمطار متفرقة على مناطق الجبل الأخضر والساحل الشرقي. وعلى الرغم من أن هذه الأمطار قد لا تكون غزيرة، إلا أنها قد تكون كافية لإضفاء نكهة شتوية أخيرة على تلك المناطق قبل أن تسود موجة الحرارة.
على صعيد الرياح، فإن حركتها تتجه نحو تغيير تدريجي في الاتجاه، حيث تسود اليوم رياح جنوبية غربية إلى شمالية غربية معتدلة، لكنها ستتحول مع بداية يوم الغد إلى شرقية ثم جنوبية شرقية. وهذا التغيير سيؤثر على مناطق واسعة من البلاد، حيث تتوقع الأرصاد نشاطًا ملحوظًا لهذه الرياح مع منتصف الأسبوع، خاصة في المناطق الغربية.
فيما يتعلق بدرجات الحرارة، فإن الأرقام الحالية تضعها في نطاق معتدل، حيث تتراوح بين 18 و23 درجة مئوية في المناطق الساحلية، وبين 25 و29 درجة في مناطق الجنوب والوسط. إلا أن هذه الأرقام لن تبقى على حالها طويلًا، إذ تبدأ رحلة الارتفاع التدريجي بدءًا من يوم الغد، وتصل إلى مستويات أكثر دفئًا يومي الإثنين والثلاثاء. هذه الزيادة الملحوظة تعني أن ليبيا ستشهد أجواءً أقرب إلى بدايات الصيف، وهو ما يعكس الطبيعة المتقلبة للطقس خلال هذا الوقت من العام.
على صعيد الحالة البحرية، تبدو الأجواء مواتية للصيد والملاحة، حيث تشير التوقعات إلى أن البحر سيبقى هادئًا إلى خفيف الموج، مع عدم وجود تحذيرات تذكر. في الساحل الممتد من رأس أجدير إلى سرت، ستكون الرياح غربية إلى شمالية شرقية، بينما تتحول إلى متغيرة الاتجاه صباح الغد على مناطق معينة. ارتفاع الموج سيظل ضمن مستويات منخفضة تتراوح بين 0.25 و1.00 متر، مما يعني أن الظروف ستكون مناسبة لهواة الصيد البحري والتنقل بين الموانئ الليبية.
رغم أن الاستقرار العام يخيّم على الأجواء، إلا أن ظهور الضباب في فترات الصباح الباكر قد يشكل تحديًا، خاصة في بعض المناطق الغربية والساحل الممتد من الخمس إلى سرت. الأرصاد الجوية تحذّر من أن الضباب قد يؤثر على مستوى الرؤية الأفقية، ما يستدعي الحذر أثناء القيادة في ساعات الفجر الأولى.
باختصار، يشهد الطقس الليبي هذا الأسبوع مزيجًا من الاستقرار والتغيرات التدريجية. فبينما يسود اعتدال نسبي اليوم، فإن تصاعد درجات الحرارة بات مسألة وقت، مع اقتراب منتصف الأسبوع. وعلى الرغم من بعض الأمطار المتفرقة التي ستزور الشمال الشرقي، إلا أن الأجواء بشكل عام تتجه نحو دفء متزايد. ومع تبدّل الرياح وظهور الضباب في بعض المناطق، يبقى الحذر واجبًا، سواء على الطرقات أو في عرض البحر. في النهاية، تبقى ليبيا كعادتها أرضًا تعيش على إيقاع تغيرات الطبيعة، حيث لا يبقى الطقس على حاله طويلًا، بل هو دائم الحركة، مثلما هي الحياة نفسها.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24