تحدثت البطلة العالمية في سباق 400 متر حواجز سابقا نزهة بدوان عن مسار تألقها في رياضة ألعاب القوى، أواخر تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الـ 21، فضلا عن استعراض محطات بارزة من حياتها ومسيرتها الرياضية، وذلك خلال لقاء تواصلي مع طلبة ماستر الصحافة الرياضية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، الخميس 13 مارس 2025.
وشكل اللقاء أيضا فرصة لمناقشة تجربتها في التسيير الرياضي، من خلال منصبها رئيسة للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، إضافة إلى الحديث عن الواقع الذي باتت تعيشه ألعاب القوى الوطنية.
وإلى جانب ذلك، شكل هذا الموعد، الذي عرف حضور أساتذة المعهد وعدد من الصحافيين والطلبة، مناسبة للإعلان عن تنظيم سباق العرفان، الذي سيجمع الطلبة وأولياء أمورهم.
وفي تصريح خاص لصحيفة “صوت المغرب” عقب اللقاء، عبرت نزهة بدوان عن سعادتها بالتواجد في المعهد العالي للإعلام والاتصال للحديث عن مسيرتها الرياضية، وعلاقتها بالإعلام، وتجربتها في التسيير أمام طلبة المعهد، مشيرة إلى أن “هذه اللقاءات مهمة جدًا لأنها تمنح الطلبة فرصة للاطلاع على تجارب الرياضيين والاستفادة منها.”
وعن سباق العرفان المقرر تنظيمه في وقت لاحق، أوضحت بدوان: “فكرة السباق جاءت بمقترح من السيد مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، وهي مبادرة رائعة لنشر ثقافة الرياضة في المجتمع. الرياضة ليست فقط من أجل التنافس، بل من أجل الصحة واللياقة، خصوصًا أن منظمة الصحة العالمية توصي بممارسة النشاط البدني يوميًا، لكن للأسف، نسبة كبيرة من الشباب لا يلتزمون بذلك. نأمل أن يساهم هذا السباق في تعزيز الوعي بأهمية الرياضة.”
وخلال اللقاء تحدثت نزهة بدوان عن بداياتها في عالم الرياضة، مشيرة إلى أنها كانت ترغب في ممارسة الجمباز، ومارسته لفترة قصيرة، لكن طول قامتها دفعها لاختيار ألعاب القوى، حيث انطلقت مسيرتها من بوابة “أولمبيك المغربي”.
وأوضحت بدوان في حديثها مع الطلبة أنها لم تتوقع يومًا أن تصبح بطلة للعالم، لكنها اعتمدت على العمل الجاد والالتزام بتوجيهات مدربها عزيز داودة، الذي وصفته بأنه كان له تأثير كبير على مسيرتها.
وتطرقت بدوان إلى واقع ألعاب القوى الوطنية، مؤكدة أن المنظومة الحالية تحتاج إلى تغيير، وقالت: “حان الوقت لإحداث إصلاحات جذرية لمواكبة التطورات العالمية وضمان استمرارية النجاحات الرياضية الوطنية.”
كما شددت بدوان على أهمية العلاقة بين الرياضيين والصحافيين، معتبرة أن الصحافي يجب أن يكون قريبًا من الرياضي، وأن العلاقة بين الطرفين يجب أن تكون قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
ومن جانبه، قال عبد اللطيف بن صفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”: “هذا اللقاء يندرج ضمن الأنشطة التكوينية التي تهدف إلى تقريب طلبة الصحافة من الشخصيات الرياضية، ما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وربط علاقات مهنية مفيدة لمسارهم الصحافي.
وأضاف :”نريد أن نعود طلبتنا على الالتقاء بشخصيات مؤثرة في مختلف المجالات، من رياضيين وفنانين وغيرهم، لأن الصحافي مطالب ببناء شبكة علاقات قوية.”
ومن جانبه عبر بدر الدين الإدريسي، رئيس تحرير صحيفة “المنتخب” الرياضية، عن سعادته بحضور هذا الحدث، مشيرًا إلى أن إحداث ماستر الصحافة الرياضية داخل المعهد هو خطوة مهمة طال انتظارها.
وقال الإدريسي لصحيفة “صوت المغرب” : “لقد ناضلنا لسنوات من أجل إقرار تدريس الصحافة الرياضية في المعاهد المتخصصة، واليوم نحن نشهد تحقق هذا الحلم. كما أنني سعيد جدًا بالجيل الجديد من الطلبة، الذين أظهروا طموحًا كبيرًا ورغبة في التعلم.”
وأضاف الإدريسي متحدثًا عن علاقته بنزهة بدوان: “رافقت مسيرتها منذ بداياتها، وكنت شاهدًا على تطورها من رياضية صاعدة إلى بطلة عالمية، ثم إلى مسيرة ناجحة في التسيير. علاقتي بها مثال على العلاقة التي يجب أن تكون بين الصحافي والرياضي، علاقة تقوم على المهنية والاحترام المتبادل، وهذا ما أتمنى أن يتعلمه الجيل الجديد من الصحافيين.”
ومن جهته، أكد منصف اليازغي الباحث والمتخصص في السياسة الرياضية، على أهمية تكريم الأبطال المغاربة والاعتراف بمسيرتهم، مشيرًا إلى أن نزهة بدوان ليست مجرد بطلة سابقة، بل نموذج رياضي استمر في العطاء والتفاعل مع المجتمع.
وقال اليازغي في تصريح خاص لصحيفة “صوت المغرب”، “للأسف، هناك أبطال سابقون اختفوا عن الواجهة بعد نهاية مسيرتهم، لكن نزهة بدوان واصلت العمل في مجال التسيير والتواصل مع الجمعيات الرياضية، وهو أمر نادر. نحتاج إلى أن تحتفي المؤسسات أكثر بإنجازات أبطالنا حتى لا يُنسوا مع مرور الزمن.”
واختتم اللقاء بتكريم نزهة بدوان من طرف إدارة وطلبة المعهد، في لحظة تقدير لمسيرتها الرياضية، كما تم الإعلان عن الاشتغال على إعداد موسوعة خاصة بألعاب القوى المغربية بتنسيق مع إدارة المعهد.