حقائق أساسية
حصد السل في عام 2023 أرواح 1,25 مليون شخص (منهم 000 161 شخص من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري). وعلى صعيد العالم، فقد كان من المحتمل أن يصبح السل السبب الرئيسي للوفاة في العالم بسبب عامل معدٍ واحد، ولكن مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) حل محله بعد ثلاث سنوات. كما كان السل السبب الرئيسي لوفاة المصابين بفيروس العوز المناعي البشري والسبب الأكبر للوفيات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات.في عام 2023، أصيب ما يقدر بنحو 10,8 ملايين شخص في العالم بالسل، منهم 6,0 ملايين رجل و3,6 ملايين امرأة و1,3 مليون طفل. ويوجد مرض السل في جميع البلدان والفئات العمرية، وهو مرض يُمكن علاجه والوقاية منه.لا يزال السل المقاوم للأدوية المتعددة يشكل أزمة صحية عامة وخطراً يهدد الأمن الصحي. ولم يحصل على العلاج في عام 2023 إلا شخصان اثنان من كل 5 أشخاص مصابين بالسل المقاوم للأدوية.أنقذت الجهود العالمية المبذولة لمكافحة السل ما يقدر بنحو 79 مليون شخص منذ عام 2000.يلزم مبلغ 22 مليار دولار أمريكي سنوياً للوقاية من السل وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به لتحقيق الغاية العالمية بحلول عام 2027 والمتفق عليها في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن السل في عام 2023.يندرج القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 ضمن الغايات الصحية المحددة في أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة.
لمحة عامة
السل مرض معدٍ سببه أحد أنواع البكتيريا يصيب الرئتين في الغالب وينتقل عن طريق الهواء عندما يسعل المصابون به أو يعطسون أو يبصقون.
ويمكن الوقاية من السل وعلاجه.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي ربع سكان العالم قد أصيبوا ببكتيريا السل. وسوف تظهر الأعراض على نسبة تتراوح بين 5 و10٪ تقريباً من الأشخاص المصابين بعدوى بكتيريا السل في نهاية المطاف ويصابون بهذا المرض.
ولا يمكن للأشخاص المصابين بعدوى السل وغير المصابين بالمرض فعلاً نقله إلى الآخرين. ويعالج مرض السل في العادة بالمضادات الحيوية وقد يكون قاتلاً إذا لم يعالج.
وفي بعض البلدان، يُعطى لقاح عصيات كالميت غيران للرضع أو الأطفال الصغار من أجل الوقاية من مرض السل. ويحول اللقاح دون تعرض الأطفال للوفاة بسبب السل ويحميهم من الإصابة بأشكاله الخطيرة.
وفيما يلي بعض الاعتلالات التي يمكن أن تزيد خطر إصابة الشخص بمرض السل:
داء السكري (ارتفاع نسبة سكر الدم)ضعف جهاز المناعة (بسبب فيروس العوز المناعي البشري أو الإيدز مثلاً)المعاناة من سوء التغذيةتعاطي التبغتعاطي الكحول على نحو ضار.
أعراض المرض
لا يشعر المصابون بعدوى السل بالمرض وهم غير ناقلين للعدوى. وتصاب بمرض السل وأعراضه نسبة قليلة فقط من الأشخاص المصابين بعدواه، علماً بأن الرضع والأطفال أكثر عرضة لخطره.
ويصاب الفرد بمرض السل عندما تتكاثر البكتيريا في جسمه وتؤثر على مختلف أعضائه. وقد تكون أعراض السل خفيفة لعدة أشهر، لذلك يسهل نقله إلى الآخرين دون معرفة ذلك. ولا تظهر على بعض المصابين بمرض السل أية أعراض.
وتتمثل الأعراض الشائعة لمرض السل فيما يلي:
السعال المطول (أحيانا مع الدم)آلام الصدرالضعفالتعبفقدان الوزنالحمىالتعرق ليلاً.
وتتوقف الأعراض التي يبديها الناس على الموضع الذي يصيبه السل بعدواه في الجسم. ومع أن السل يؤثر في العادة على الرئتين، فإنه يمكن أن يؤثر أيضاً على الكليتين والدماغ والعمود الفقري والجلد.
الوقاية من المرض
اتبع الخطوات التالية للمساعدة في الوقاية من عدوى السل وانتشاره:
التمس العناية الطبية إذا ظهرت عليك أعراض مثل السعال المطول والحمى وفقدان الوزن غير المبرر، لأن العلاج المبكر للسل قد يساعد في وقف انتشار المرض ويُحسّن من فرصك في الشفاء.اجرِ اختباراً لكشف السل إذا كنت معرضاً لخطره بشكل متزايد، من قبيل إصابتك بعدوى فيروس العوز المناعي البشري أو مخالطتك لأشخاص مصابين بالسل في منزلك أو مكان عملك.يحول علاج الوقاية من مرض السل دون تطور العدوى إلى مرض. وإذا وصف لك هذا العلاج، فخذ المقرر العلاجي كاملاً.إذا كنت مصاباً بالسل، طبّق قواعد النظافة الجيدة عند السعال، بما في ذلك تجنب مخالطة الآخرين، وارتداء الكمامة، وتغطية فمك وأنفك عند السعال أو العطس، والتخلص من البلغم والمناديل المستخدمة بصورة صحيحة.التدابير الخاصة مثل أقنعة التنفس والتهوية مهمة للحد من العدوى في مرافق الرعاية الصحية وغيرها من المؤسسات.
تشخيص المرض
توصي منظمة الصحة العالمية (المنظمة) باستخدام الاختبارات التشخيصية الجزيئية السريعة كاختبار تشخيصي أولي لجميع الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات السل وأعراضه.
وتشمل اختبارات التشخيص السريع التي توصي بها المنظمة: مقايسات Xpert MTB/RIF وXpert MTB/RIF Ultra وTruenat. وتتميز هذه الاختبارات بدقة عالية في التشخيص وتؤدي إلى تحسّن كبير في الكشف المبكر عن السل والسل المقاوم للأدوية.
ويمكن استخدام اختبار التوبركولين الجلدي (TST) أو مقايسة إطلاق الإنترفيرون غاما (IGRA) أو الاختبارات الجلدية الأحدث القائمة على كشف المستضدات (TBST) لتحديد الأشخاص المصابين بالعدوى.
ويمكن أن يكون تشخيص السل المقاوم للأدوية المتعددة وغيره من أشكال السل المقاوم للأدوية (انظر الفرع المعني بالسل المقاوم للأدوية المتعددة أدناه) والسل المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري تشخيصاً معقداً ومكلفاً.
ويصعب تشخيص السل لدى الأطفال بصفة خاصة.
علاج المرض
يُعالج مرض السل بمضادات حيوية خاصة. ويوصى بالعلاج لكل من عدوى السل والمرض.
وتتمثل الأشكال الأكثر شيوعاً من المضادات الحيوية المستعملة فيما يلي:
الإيزونيازيد الريفامبيسينالبيرازيناميدالإيثامبوتول.
ولكي تكون الأدوية ناجعة، يجب تناولها يومياً لمدة تتراوح بين 4 و6 أشهر. ومن الخطورة بمكان التوقف عن تناول الأدوية مبكراً أو دون مشورة طبية، لأن ذلك يمكن أن يحفز البكتيريا الموجودة في الجسم على أن تصبح مقاومة للأدوية.
ويطلق على السل الذي لا يستجيب للأدوية القياسية اسم السل المقاوم للأدوية، وهو يتطلب علاجاً بأدوية مختلفة.
السل المقاوم للأدوية المتعدّدة
تنشأ مقاومة الأدوية عندما تُستخدم الأدوية المضادة للسل على نحو غير ملائم، بسبب الوصفات الطبية غير الصحيحة التي يصرفها مقدمو الرعاية الصحية، أو بسبب الأدوية المتدنية الجودة، أو توقف المرضى عن العلاج قبل الأوان.
ويمثل السل المقاوم للأدوية المتعددة واحداً من أشكال السل الناجم عن بكتيريا لا تستجيب للعلاج بالإيزونيازيد والريفامبيسين، وهما أنجع دواءين من أدوية الخط الأول لعلاج السل. ويمكن علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة ومداواته باستخدام أدوية أخرى قد تكون أغلى ثمناً وأشد سمية.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يتطور المرض إلى السل الشديد المقاومة للأدوية. ويمكن للسل الناجم عن البكتيريا التي لا تستجيب لأنجع الأدوية المستعملة في المقررات العلاجية لمكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة ألا يترك للمرضى سوى خيارات علاج محدودة للغاية.
ولا يزال السل المقاوم للأدوية المتعددة يشكل أزمة صحية عامة وخطراً يهدد الأمن الصحي. ولم يحصل على العلاج في عام 2023 إلا شخصان اثنان من كل 5 أشخاص مصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.
ووفقاً للمبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة، فإن الكشف عن السل المقاوم للأدوية المتعددة يستلزم تأكيد الإصابة بالسل بواسطة الفحص البكتريولوجي وإجراء الفحوص لكشف مقاومته للأدوية باستخدام الاختبارات الجزيئية السريعة أو أساليب الاستنبات.
وفي عام 2022، أعطت المبادئ التوجيهية الجديدة الصادرة عن المنظمة الأولوية لاتباع مقرر علاجي فموي لأخذ أدوية البيداكويلين – البريتومانيد – اللينيزوليد – الموكسيفلوكساسين (BPaLM)/ البيداكويلين – البريتومانيد – اللينيزوليد (BPaL) (المقرر العلاجي بأدوية BPaLM/BPaL) لمدة أقصر قدرها 6 أشهر بوصفه علاجاً أمثل للمرضى المؤهلين للحصول عليه. وعلى الصعيد العالمي، فقد شهد عام 2023 الإبلاغ عن بدء 5646 شخصاً مصابا بالسل المقاوم للأدوية المتعددة/ السل المقاوم للريفامبيسين بأخذ العلاج بواسطة المقرر العلاجي بأدوية BPaLM/BPaL، وهي زيادة في عددهم عمّا كان عليه في عام 2022 بواقع 1744 شخصاً. ويمكن أن يساعد قصر مدة هذا النظام الجديد وانخفاض عبء الجرعات ونجاعته العالية في تخفيف العبء على النظم الصحية وتوفير الموارد الثمينة لزيادة توسيع نطاق التغطية التشخيصية والعلاجية لجميع الأفراد المحتاجين. وكان علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة يستغرق في الماضي مدة لا تقل عن 9 أشهر ولا تتجاوز 20 شهراً. وتوصي المنظمة بزيادة إتاحة جميع المقررات العلاجية الفموية.
السل وفيروس العوز المناعي البشري
تزيد احتمالات إصابة الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري بالسل الفاعل بمعدل 16 ضعفاً (نطاق عدم اليقين:14-18) مقارنة بسواهم من غير المصابين بالفيروس. ويشكل السل السبب الرئيسي للوفاة بين المصابين بفيروس العوز المناعي البشري.
ويشكل فيروس العوز المناعي البشري والسل توليفة فتاكة، حيث يُسرِّع كل منهما وتيرة تطوّر الآخر. وفي عام 2023، قضى السل المرتبط بهذا الفيروس على نحو 000 161 شخص. كما بلغت في العام نفسه النسبة المئوية المسجلة لمرضى السل المصابين بفيروس الإيدز وفقاً لنتائج مختبرية موثقة 80٪، وهي النسبة المسجلة نفسها في عام 2022، ولكنها ارتفعت عمّا كانت عليه في عام 2012 بمقدار 76٪. ويتحمل إقليم المنظمة الأفريقي أثقل عبء للسل المرتبط بفيروس العوز المناعي البشر. وعموماً، فقد اقتصرت في عام 2023 نسبة مرضى السل المعروفين بإصابتهم بفيروس الإيدز من الحاصلين على العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية على 56٪.
وتوصي المنظمة بنهج يشمل 12 عنصراً للأنشطة التعاونية الرامية إلى مكافحة وفيروس العوز المناعي البشري، بما في ذلك إجراءات الوقاية من العدوى والمرض وعلاجهما، من أجل الحدّ من الوفيات.
أثر المرض
غالباً ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم. بيد أن كل الفئات العمرية معرّضة لخطره. وتحدث نسبة تتجاوز 80% من الحالات والوفيات في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
ويوجد مرض السل في جميع أنحاء العالم. وقد سُجّل العدد الأكبر من حالاته الجديدة خلال عام 2023 في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة (45٪)، تلاه الإقليم الأفريقي (24٪)، ثم إقليم غرب المحيط الهادئ (17٪). وسُجّل حوالي 87% من حالات السل الجديدة في البلدان الثلاثين ذات عبء السل الثقيل، مع وقوع أكثر من ثلثي الإجمالي العالمي في كل من بنغلاديش والصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية والهند وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان والفلبين.
وعلى الصعيد العالمي، يواجه نحو 50٪ من المرضى المُعالجين من السل وأسرهم تكاليف إجمالية (نفقات طبية مباشرة، ونفقات غير طبية، وتكاليف غير مباشرة مثل خسائر الدخل) كارثية (<20٪ من إجمالي دخل الأسرة المعيشية)، وهي بعيدة كل البعد عن غاية استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل المتمثلة في الوصول بعدد الإصابات إلى الصفر. وتزيد احتمالات الإصابة بالمرض لدى ذوي نظام المناعة المنقوص، مثل المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري أو الذين يعانون من سوء التغذية أو السكري أو يتعاطون التبغ. وفي عام 2023، اشارت التقديرات إلى وجود 0,96 مليون حالة سل جديدة في العالم سببها نقص التغذية، و0,75 مليون حالة سببها الاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول، و0,70 مليون حالة سببها التدخين، و0,61 مليون حالة سببها عدوى فيروس العوز المناعي البشري، و0,38 مليون حالة سببها داء السكري.
الاستثمارات اللازمة للقضاء على السل
يلزم توفير 22 مليار دولار أمريكي سنوياً للوقاية من السل وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به من أجل تحقيق الغايات العالمية بحلول عام 2027 والمتفق عليها في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن السل في عام 2023.
ومثلما حدث في العقد الماضي، فقد تأتى معظم الإنفاق على خدمات مكافحة السل في عام 2023 (80٪) من مصادر محلية. وما زال التمويل المقدم من الجهات المانحة الدولية يشكل مصدراً بالغ الأهمية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وشهدت الفترة من عام 2019 إلى عام 2023 انخفاضاً (قدره 1,2 مليار دولار أمريكي) في التمويل المتاح من المصادر المحلية وزيادة طفيفة للغاية (قدرها 0,1 مليار دولار أمريكي) في التمويل المقدم من الجهات المانحة الدولية. ويردّ إلى حد كبير انخفاض التمويل المحلي في معظمه إلى التخفيضات المشهودة في اتجاهات التمويل المحلي في كل من البرازيل والاتحاد الروسي والهند والصين وجنوب أفريقيا (مجموعة البريكس). كما أن تمويل أنشطة البحث والابتكار في مجال السل البالغ قدره 1,0 مليار دولار أمريكي المُوفر في عام 2022 لا يزال أقل بكثير من الغاية المحددة عالمياً بمقدار 5 مليارات دولار أمريكي سنوياً، بفعل القيود المفروضة على مستويات الاستثمار عموماً.
استجابة المنظمة
تعمل المنظمة عن كثب مع البلدان والشركاء والمجتمع المدني من أجل التوسع في الاستجابة للسل. وتتابع المنظمة المهام الأساسية الست للإسهام في تحقيق الغايات المحددة في الإعلان السياسي الرفيع المستوى الصادر عن الأمم المتحدة لعام 2023 وأهداف التنمية المستدامة واستراتيجية القضاء على السل والأولويات الاستراتيجية للمنظمة، وهي كالتالي:
تولي زمام القيادة العالمية للقضاء على السل من خلال وضع الاستراتيجيات، والمشاركة السياسية والمتعددة القطاعات، وتعزيز جوانب الاستعراض والمساءلة، والاضطلاع بأنشطة الدعوة، وبناء الشراكات، بما يشمل المجتمع المدني؛صياغة برنامج عمل للبحث والابتكار بشأن السل وتحفيز عملية توليد المعارف وترجمتها ونشرها؛وضع القواعد والمعايير المتعلقة بالوقاية من السل ورعاية المصابين به، وتعزيز تطبيقها وتسهيله؛وضع خيارات سياسية أخلاقية ومسندة بالبينات وتعزيزها بشأن الوقاية من السل ورعاية المصابين به؛ضمان تزويد الدول الأعضاء والشركاء بدعم تقني متخصّص عن طريق العمل المشترك مع مكاتب المنظمة الإقليمية والقطرية، وحفز التغيير، وبناء القدرات المستدامة؛رصد حالة وباء السل والإبلاغ عنها وعن التقدم المحرز في تمويل وتنفيذ أنشطة الاستجابة على الصُعُد العالمي والإقليمي والقُطري.