شهدت إيران خلال العام 2024 أحداثًا بارزة، تنوعت بين الضربات المتبادلة مع إسرائيل والخروج من سوريا، وتحطم طائرة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وانتخابات رئاسية أفرزت رئيسًا جديدًا للبلاد، إضافة إلى تطورات الملف النووي.
فعام 2024، لم يكن سهلًا بالنسبة لإيران والعام المقبل يشكل تحديًا كبيرًا، خاصة على مستوى الملف النووي، وعلى مستوى شكل ما تسميه طهران بـ”محور المقاومة”.
وقد رصد التلفزيون العربي أبرز الأحداث التي شهدتها الجمهورية الإسلامية خلال عام 2024.
تفجيرات كرمان
في 3 يناير/ كانون الثاني 2024، وقعت انفجارات في محافظة كرمان تزامنًا مع ذكرى مقتل قاسم سليماني، ما أسفر عن مقتل أكثر من 90 شخصًا وجرح المئات.
وإثر ذلك، قام الحرس الثوري الإيراني باستهداف مقار مرتبطة بالموساد الإسرائيلي في أربيل، بحسب ما قال.
أسفرت تفجيرات في كرمان عن مقتل أكثر من 90 شخصًا وجرح المئات – غيتي
وحينها تبنى تنظيم الدولة مسؤولية الحادث في كرمان.
ولم يكتفِ الحرس الثوري بمهاجمة المقر في أربيل، بل هاجم أيضًا مقار في سوريا مرتبطة بجماعات متطرفة كما وصفها، وكذلك مقار لجيش العدل المصنف إرهابيًا في باكستان. وكاد ذلك أن يؤدي إلى توتر العلاقات قبل احتواء الموقف سريعًا بين طهران وإسلام أباد.
وفي الأول من مارس/ آذار، عُقدت الانتخابات البرلمانية الإيرانية التي شكلت تحديًا بالنسبة للنظام، إذ سجلت أدنى نسبة مشاركة شعبية في تاريخ الانتخابات الإيرانية 40,6%.
الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق
وفي 1 أبريل/ نيسان، وفي اليوم الأخير من رأس السنة الفارسية “النوروز”، هاجمت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى مقتل ضابط إيراني كبير و6 آخرين كانوا برفقته.
وإثر ذلك، قام الحرس الثوري بتنفيذ عملية “الوعد الصادق 1″، فكانت المرة الأولى التي تستهدف فيها إيران إسرائيل مباشرة.
أطلقت إيران عملية “الوعد الصادق 1” في أبريل 2024 – غيتي
في المقابل، قامت إسرائيل بمهاجمة مقر للدفاع الجوي في محافظة أصفهان، ولكن لم تتبنّ ذلك رسميًا.
وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي بعد تحطم طائرته
وفي مايو/ أيار، وقع حادث المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ما أدى إلى وفاته.
وتوفي إبراهيم رئيسي برفقة من كانوا معه، ومن بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وقد أُجريت لاحقًا انتخابات رئاسية مبكرة فاز فيها مسعود بزشكيان الرئيس الإصلاحي.
توفي إبراهيم رئيسي برفقة من كانوا معه ومن بينهم وزير الخارجية – غيتي
وتمت هذه الانتخابات على دورتين، إذ شكلت الدورة الأولى تحديًا بالنسبة للنظام من خلال نسبة مشاركة متدنية.
أكثر الأشهر سخونة في إيران عام 2024
وكان كل من يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول الأشهر الأكثر سخونة ربما في إيران.
فبعد فوز مسعود بزشكيان، وفي يوم أداء القسم، تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مبنى يقع شمال العاصمة الإيرانية، وتبنت إسرائيل لاحقًا عملية الاغتيال.
ولم تكد إيران تستفيق من ذلك، حتى تم اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية في سبتمبر.
وإثر ذلك، قامت إيران بتنفيذ عملية “الوعد الصادق 2” في أكتوبر، حيث انطلقت الصواريخ من عدة محافظات إيرانية باتجاه إسرائيل.
صواريخ إيرانية تجاه تل أبيب ضمن عملية “الوعد الصادق 2” – غيتي
وبعد أيام قامت إسرائيل بمهاجمة إيران في استهداف واضح ومباشر، ما خلّف أضرارًا قللت منها إيران.
الملف النووي الإيراني
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، وفي إطار الملف النووي الإيراني، قام رافائيل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة لإيران وحصل على توافقات مع الجانب الإيراني لكن جهوده لم تفلح.
وفي مجلس حكام الوكالة، صدر قرار قرأته إيران على أنه سياسي وقامت إثر ذلك برفع نسبة تخصيب اليورانيوم وتسريع تخصيبه.
ولكن هذا لم يمنع عقد جولة مفاوضات بين إيران والترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي في جنيف على مستوى معاوني الوزراء، وهو ما قُرئ على أنه محاولة لاستئناف المفاوضات من أجل الاتفاق النووي.
خروج إيران من سوريا
وفي آخر أشهر السنة، سقط في 8 ديسمبر/ كانون الأول نظام بشار الأسد، وحينها كانت القوات الإيرانية قد انسحبت من سوريا قبل أيام.
وبحسب متحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فإن أكثر من 4000 شخص عادوا خلال ثلاثة أيام.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاحقًا أن روسيا ساعدت أيضًا في نقل الإيرانيين من قاعدة حميميم في سوريا.
وإضافة إلى ذلك، شدت إيران داخليًا أوضاعًا اقتصادية عرفت نقصًا في الطاقة والكهرباء، فيما تم ورفع الحجب عن مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنتظر إيران في العام 2025، تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السلطة، وتتوعد بعملية “الوعد الصادق 3” ردًا على آخر استهداف إسرائيلي.