تحذير من تراجع التجارة العالمية في ظل أزمة الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين
القاهرة – بوابة الوسط الأربعاء 16 أبريل 2025, 07:43 مساء
حذّرت منظمة التجارة العالمية، اليوم الأربعاء، من أن استمرار الجدل بين الصين والولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية يفاقم انعدام اليقين، وقد يؤدي إلى تراجع التجارة العالمية خلال العام الجاري.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: «إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا حل المشكلة من خلال الحوار والتفاوض، فعليها التوقف عن ممارسة الضغوط الشديدة، ووقف التهديد والابتزاز، والتحدث مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة»، حسبما نقلت وكالة «فرانس برس».
يأتي ذلك غداة تشديد الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، على أن الكرة أصبحت في ملعب الصين فيما يتعلق بالمفاوضات.
وأكّدت ليفيت انفتاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إبرام اتفاق مع بكين، لكنّها شدّدت على وجوب أن تبادر الصين باتّخاذ الخطوة الأولى، معتبرة أن قوة السوق الاستهلاكية الأميركية تشكل ورقة ضغط.
وحذّرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو- إيويالا، الأربعاء، من أن حالة عدم اليقين المستمرة تُهدد بإبطاء النمو العالمي، مع عواقب سلبية وخيمة على الاقتصادات الأكثر ضعفا بشكل خاص.
ويخفّف التعليق الموقت للرسوم الجمركية الأميركية الإضافية من انكماش التبادلات التجارية، لكن تراجع التجارة العالمية للسلع يمكن أن تصل نسبته إلى 1.5% في العام 2025 بسبب سياسة ترامب الحمائية، وفق توقعات منظمة التجارة العالمية.
كيف تؤدي البورصات العالمية مع أزمة الجمارك؟
أثّرت الحرب التجارية التي أطلقها ترامب على البورصات العالمية الأربعاء. ففي أوروبا، بعد جلسة طغى عليها التراجع، عادت الأسواق إلى الارتفاع عند الإغلاق.
فقد أغلقت بورصة فرانكفورت على ارتفاع بـ0.27%، وكذلك ارتفعت بورصة لندن 0.32%، وميلانو 0.62%، بينما سجّلت بورصة باريس تراجعا طفيفا بـ0.07%.
لكن في «وول ستريت» تراجعت المؤشرات، فنحو الساعة 15.40 بتوقيت غرينيتش كان مؤشر داو جونز متراجعا 0.27%، وكذلك تراجع مؤشر ناسداك 1.84%، ومؤشر إس آند بي 500 بـ0.95%.
وضع اقتصادي مميز للصين رغم الضغوط
أظهرت الصين، اليوم الأربعاء، وضعا اقتصاديا أفضل من المتوقع في الربع الأول من 2025 بفضل مسارعة المصنّعين إلى تصدير المنتجات قبل فرض ترامب رسوما جمركية إضافية مرتفعة، مما يؤدي إلى «ضغوط»، على ما أفادت بكين.
وبلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني 5.4% في الربع الأول، بحسب المكتب الوطني للإحصاء، وهي نتيجة أعلى بكثير من 5.1% التي توقعتها مجموعة من الخبراء استطلعت آراءهم الوكالة الفرنسية.
وأمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بتعليق تسلم كل الطائرات التي طلبت شراءها من شركة «بوينغ» الأميركية على خلفية تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة «بلومبرغ» أمس الثلاثاء.
وعلّق ترامب، الثلاثاء، على منصته الاجتماعية «تروث سوشيال» على ذلك قائلا: «من اللافت أنهم نكثوا بصفقة كبيرة مع بوينغ، قائلين إنهم لن يتسلموا الطائرات التي التزموا بها بالكامل».
وبحسب «بلومبرغ»، طلبت الصين أيضا من شركات الطيران في البلاد «وقف شراء كل المعدات وقطع غيار الطائرات من الشركات الأميركية»، وفق ما نقلت «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة.
وتبدو بكين عازمة أيضا على استهداف الزراعة الأميركية، حيث أكدت رابطة مصدّري اللحوم الأميركية للوكالة الفرنسية أن غالبية تراخيص مصدّري لحوم البقر لم تُجدَّد منذ منتصف مارس.
الصين تحاول تنسق مع دول أخرى للرد على جمارك ترامب
من جهته، يواصل الرئيس الصيني شي جينبينغ جولته في جنوب شرق آسيا بزيارة ماليزيا الأربعاء، في محاولة لتنظيم استجابة منسقة للرسوم الجمركية الأميركية.
وفرض ترامب في بادئ الأمر رسوما جمركية على الواردات الصينية على خلفية اتّهامه بكين بالضلوع في توريد مادة الفنتانيل المخدّرة، ثم زاد نسبة هذه الرسوم بشكل حاد، قائلا إنها رد على ممارسات تجارية للصين تعتبرها واشنطن «مجحفة».
ومنذ مطلع هذا العام، فرض ترامب رسوما جمركية بـ145% على كثير من الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة.
وشمل ذلك 20% على صلة بعدم مكافحة بكين توريد الفنتانيل وغيرها من المواد المخدّرة، بالإضافة إلى 125% على صلة بالممارسات التجارية.
وردّت بكين بفرض رسوم بلغت نسبتها حتى الآن 125%. مع ذلك، قرّرت إدارة ترامب إعفاء بعض سلع التكنولوجيا المتطوّرة على غرار الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الأخيرة.
وعلّقت الرسوم الجمركية المتبادلة التي تزيد على حد أدنى نسبته 10% 90 يوما، مع فتح البيت الأبيض الباب أمام التفاوض.
وأعلن الرئيس الأميركي أنه سيشارك في المفاوضات التي ستعقد الأربعاء مع المبعوث الياباني بشأن الرسوم الجمركية، بعدما أبدى البلدان ثقتهما في إمكان التوصل إلى نتائج تفيد الجانبين.