حوار: Adnan Alkateb
حين دخلت مصممة الهوت كوتور الصينية الشابة “ييشينج يين” YIQING YIN عالم دار الساعات السويسرية الراقية “ڤاشرون كونستنتان”VACHERON CONSTANTIN، لتكون أحد أبطال حملتها العالمية بعنوان “واحدة من القلائل” One of Not Many التي تحتفل بالمواهب المميزة، وصلت حاملة إلى دقّة صناعة الساعات وصرامتها حسيّة بديهية وعاطفة غامرة. وعبر السنين، توسّع اللقاء بين الجهتين الإبداعيتين، ليشمل تعاونا استثنائيا تم الكشف عن ثماره في عام 2024: الساعة المفهومية ÉGÉRIE- THE PLEATS OF TIME المتوفرة في قطعة واحدة فقط، والساعة المحدودة الإصدار ÉGÉRIE MOON PHASE. تجمع الساعة الأولى الفريدة من نوعها بين صناعة الساعات الراقية والخياطة الراقية والعطور الفاخرة، فيتزيّن ميناؤها الليلكي بطيّات مستوحاة من عالم الهوت كوتور، متخلّيا عن أي علامات ومؤشرات، ومعانقا حزاما يحاكي أقمشة الأزياء بأنماطه الزخرفية، ويعبق بعطر حصري طوّره العطار الشهير “دومينيك روبيون” خصيصا لساعة ÉGÉRIE- THE PLEATS OF TIME المفهومية. وعلى الساعة الثانية المتوفرة في مئة قطعة فقط، تظهر الطيات أيضا على ميناء ليلكي من عرق اللؤلؤ، ويلمع تعقيد أطوار القمر بوهج عرق اللؤلؤ وبريق الماس، ويكتمل جمال التصميم بثلاثة أحزمة قابلة للتبديل.
في “جناح 1755” Suite 1755 الحصري الذي أعادت “ڤاشرون كونستنتان” افتتاحه في خريف 2023 في دبي داخل فندق “ماندارين أورينتال جميرا” لاستضافة الذواقة والخبراء وعشاق الساعات وأصدقاء الدار، حظيت بفرصة التعرّف عن كثب إلى أحدث مجموعات الساعات الراقية التي قدّمتها الدار والانغماس أكثر وأكثر في إرثها العريق وبراعتها الحرفية والتقنية. والتقيت هناك بمصممة الهوت كوتور الرؤيوية “ييشينج يين” الهائمة في عالم حالم من الإبداع والرقي والجمال، والتي تدعونا لاختبار الوقت بطريقة عاطفية بديهية.
جاء أول تعاون لك مع دار “ڤاشرون كونستنتان” ضمن حملة “واحدة من القلائل”، وبعد مرور أربع سنوات، جمعكما أول تعاون إبداعي. ما الذي يربط عالمك بعالم “فاشرون كونستنتان”؟
تجمعني بدار ” ڤاشرون كونستنتان” قيم مشتركة تتمثل في الاحترام العميق للإرث، والحرفية، والسعي وراء التميز. فالخياطة الراقية وصناعة الساعات ترتكزان على الإبداع الفني، محتفيتين بالتفرّد ومرتبطتين في الوقت نفسه بالتقاليد الثابتة.
كيف تطوّر اللقاء مع “ڤاشرون كونستنتان”؟ وما الذي شدّك إلى مشروع التصميم ضمن مجموعة “إيجيري” Égérie؟
تطورت شراكتنا بشكل طبيعي، مدفوعة بإعجابنا المشترك بالإبداع والإتقان الفنّي. لقد انجذبتُ بشكل خاص إلى الأناقة الأنثوية في مجموعة “إيجيري” Égérie ودمجها السلس بين الجماليات المعاصرة والرقي العابر لحدود الزمن.
هل يمكنك أن تخبرينا أكثر عن مصادر الإلهام التي أثّرت في تصميمك؟
تعكس الطيّات في تصميم Égérie اهتمامي بالملمس وبانسيابية الأنسجة. بالاستلهام من تقنيات الهوت كوتور، سعيت إلى تجسيد حركة القماش وانسيابيته، في تفسير تمّت ترجمته بدقة صناعة الساعات لتقديم تعبير شاعري عن الأنوثة.
ما أكبر التحديات التي واجهتك أثناء عكس رؤيتك في ساعة؟
شكّل إحضار نعومة طيات القماش وسلاستها لعالم صناعة الساعات الدقيق والمنضبط تحديا معقدا. وتطلب الأمر إيجاد توازن دقيق بين القيود الصارمة لصناعة الساعات والجوهر المتدفق الحرّ لتصميم المنسوجات. ومن خلال تعاون وثيق مع فريق “ڤاشرون كونستنتان”، صممنا ساعة تتحدى المألوف وتدمج بين التقاليد والابتكار في حوار حالم. ولم تسهم هذه العملية في إعادة صياغة أسلوبي الإبداعي فحسب، بل عمّقت أيضا تقديري لفن صناعة الساعات الراقية.
أي جوانب في إرث “ڤاشـــــرون كونستـــنـتــــان” تــتــنــــــاغم مع رؤيتك الإبداعية؟
إن التزام “ڤاشرون كونستنتان” بالأناقة الخالدة والفن والابتكار التقني يتماشى بشكل وثيق مع فلسفتي في التصميم. كما أن قدرتهم على المزج بين التقاليد والحداثة تتناغم بعمق مع عملي.
في ما يتعلّق بالحرفية، أين يكمن التشابه بين عملك في عالم الموضة وفن صناعة الساعات؟
يتطلب كل من الخياطة الراقية وصناعة الساعات اهتماما منقطع النظير بالتفاصيل، وتحتفيان ببراعة أيدي الحرفيين الذين يقفون وراء كل إبداع. وإن الالتزام المشترك بالدقة والفـن وسرد القــصـــص ينــشـــئ تآزرا طبــيــعـــيــا بيـــن هاتين الحرفتين.
تتـــجــــذر كل من الخيـــاطــــة الـــراقية وصناعة الساعات الراقية في التقاليد. كيف يمكن توسيع الحدود اليوم في هذين الفنّين مع صون تراثهما؟
يمكن توسيع الحدود من خلال دمج التقنيات والمواد الحديثة مع احترام أصالة الحرفة. يجب على الابتكار دائما أن يحترم التراث الحرفي الذي يشكل أساس كل من الأزياء الراقية وصناعة الساعات.
هل من المـــمــكــــن أن نــــرى تــعـــاونا إبـــداعـيـــا جديدا بينك وبين “ڤاشرون كونستنتان” في المستقبل؟
الفرص الإبـــداعيــــــة الجــــديـــــــدة دائـــما تلهمـــــني، ويــشــــــرفني أن أستكشف المزيد من إمكانيات التعاون التي تلتقي فيها قيمنا المشتركة ورؤانا الفنية.
على المـــســتــــوى الشخصي، ماذا تعني الساعات بالنسبة لك؟ وهل كانت هناك ساعة تحمل قيمة كبيرة في حياتك؟
تحمل الساعات معنى عميقا لكونها رموزا لطبيعة الوقت العـــــابرة والدائــــمــــة في آن مــعــــا. تحــمـــل ســــاعــــــتي الأولى، التي تلقيتها هدية في طفولتي، قيمة عاطفية تذكّرني بأهمية اللحظات والمحطات البارزة في حياتنا.
كيف تنــظـــرين إلى الـــوقــــت، ولا سيـــمـــــا في عـــالــــم تصميم الأزياء وتحولاته ومواسمه؟
الوقت في عالم الأزياء هو تناقض جوهري، ورقصة بين المواسم العابرة والتصاميم الدائمة التي تتجاوز لحظتها. بالنســـبة لي، إن الوقت ليس خطيا أو مستعجلا، بل هو كانــــفـــاس فنــــي سلـــــس لا حـــــدود لـــــه، فيكون مساحة لنحت الوجود وتوسيع نطاقه خارج القيـــــود والعقبات. يعطينا الوقت هدفا ويملؤنا بالدهشة، ويحوّل كل إبداع إلى تعبير حميم عن الحياة. في عملية الإبداع، يتوقّف الزمن، ويصبح رحلة تأملية تتمايل خطاها بين الحلم والواقع.