كشف الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية عن آليات الهيئة لمواجهة الإستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية مشيرا إلي الآثار الخطرة على انتشار العدوى المقاومة للعلاج وتابع : يجب تعزيز الوعي الطبي بأفضل الممارسات في مجال مكافحة العدوى، والحد من المضاعفات الصحية الناجمة عن المقاومة البكتيرية.
وأكد رئيس هيئة الدواء المصرية أن البكتيريا تقوم بتطوير آليات دفاعية تحميها من تأثير المضادات عليها؛ مما يجعلها مقاومة للأدوية، لذلك فهى تمثل تهديدًا عالميًا عاجلًا، لا يقتصر أثره على صحة الإنسان فقط، بل يمتد ليشمل صحة الحيوان والبيئة، كما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة.
وتابع : صنّفتها منظمة الصحة العالمية ضمن أكبر عشرة تهديدات صحية عالمية، حيث تشير بعض التقديرات إلى ما يقرب من 5 مليون حالة وفاة كانت مرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية في عام 2019، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى عشرة ملايين حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2050.
وقال السوق الدوائي المصري يعد أحد أكبر الأسواق الإقليمية، حيث تبلغ قيمته المالية 309 مليار جنيه، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائي بإجمالي مبيعات تصل إلى 3.5 مليار عبوة، وتشكل المضادات الحيوية 887 مستحضرًا بإجمالي مبيعات 407 مليون عبوة، أي ما يمثل تقريبا 11.6% من إجمالي مبيعات سوق دواء في العام 2024، يتضمن ذلك الاستخدام غير الموصوف والذي بلغ الـ 55% من إجمالي مبيعات المضادات حسب آخر الإحصائيات.
وأوضح الدكتور ياسين رجائى المتحدث باسم هيئة الدواء أن هذا الحجم الكبير لاستهلاك المضادات الحيوية يضع مسؤولية كبرى على هيئة الدواء المصرية لضمان الاستخدام الرشيد لهذه المستحضرات؛ حيث تقوم الهيئة بمتابعة استهلاك المضادات.
وقال انضمت هيئة الدواء المصرية إلى برنامج الترصد ومراقبة استهلاك المضادات التابع لمنظمة الصحة العالمية، وتتابع الهيئة معدلات الاستهلاك على المستوى القومي، وترفع البيانات إلى المنصة العالمية وفقًا لنظام الجرعة اليومية المحددة، حيث يتيح فرصة مقارنة معدلات الاستهلاك في جمهورية مصر العربية بالمعدلات الاستهلاكية في دول العالم المختلفة.
وأشار إلى أن الاستهلاك الكلي لمضادات الميكروبات في مصر لعام ) 2023 حسب تصنيف ( WHO –ATC -DDD وصل الي) DID 30.96 جرعة يومية لكل 1000 نسمة( كما أن الاستهلاك طبقا لتصنيف Aware WHO- للمجموعة Access وصل الي 59% ، للمجموعة %39.4 Watch و 1.2% للمجموعة Reserve ، وأنه جاري العمل على تحقيق الاستخدام الرشيد المضادات واتخاذ القرارات المبنية على هذه البيانات مثل إصدار قرار(تنظيم ومتابعة صرف المضادات الحيوية) الذي يحظر تداول بعض المستحضرات أو صرفها من الصيدليات إلا بموجب تذكرة طبية ، وكذلك إصدار الهيئة للدليل التنظيمي الخاص بتنظيم صرف المضادات الحيوية من مجموعة المضادات الاحتياطية (Reserve) كخطوة أولي، وإحكاما للرقابة وقياس مدي الالتزام المؤسسات الصيدلية بالتطبيق؛ فقد تم عمل حملات تفتيشية خلال الفترة من يوليو 2024 وحتي فبراير 2025 لعدد 507 مؤسسة هم الأعلى استهلاكا لتلك المستحضرات، وقد أسفر ذلك عن رصد مخالفات لعدد 42 مؤسسة حيث تم وقف التوريد لها طبقا للدليل التنظيمي.
وأضاف أن تلك لجهود أسفرت عن تقليل عدد العبوات المباعة للمضادات الحيوية Reserved المعدة للحقن بنسبة تقارب الـ 38.4% بنهاية مارس 2025 إذ بلغت المبيعات عدد 138 ألف عبوة مقارنة بالمبيعات في بداية تطبيق القرار في أغسطس 2024 حيث بلغت المبيعات وقتها الـ 224 ألف عبوة، وذلك بالتوازي مع استكمال العمل في المرحلة التالية على إصدار مجموعة الـ Watch وذلك للحد من الاستخدام غير الآمن للمضادات الحيوية وتوحيد سياسات وإجراءات استخدامها طبقًا للمعايير القياسية بما ينعكس إيجابيًا على المريض المصري.
وتابع : تم تحديث نظام مراقبة استهلاك المضادات الحيوية بتقسيم الاستهلاك حسب شكل الجرعات، فمثلا حسب آخر التقديرات لاستهلاك عام 2023؛ تأتي في الصدارة المستحضرات بالشكل الفموي بنسبة تجاوز الـ 95.33%، يليها المستحضرات المعدة للحقن بنسبة 4.66%، علاوة على التقسيم حسب مستوى الرعاية الصحية (مستشفيات وصيدليات عامة)، وتصنيف الاستهلاك في المستشفيات إلى قطاع عام وخاص، وهنا تجدر الإشارة أن حجم السوق المؤسسي (القطاع العام) للمضادات يمثل الـ 18.7% في مقابل 81.3% للسوق المحلي (القطاع الخاص).
وأكد أن الهيئة تولي اهتمامًا خاصًا بإطلاق الحملات والمبادرات لعمل التوعية المناسبة للاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، ومنها التوعية المجتمعية من خلال مبادرة (دوائك أمانك) والتي تستهدف زيارة قصور الثقافة، والنوادي الاجتماعية فضلا عن التوعية المقدمة للمترددين على مقرات هيئة الدواء المصرية، و كذلك التوعية للصيادلة العاملين بالقطاع الحكومي من خلال مبادرة الرعاية الصيدلية ذلك بمشاركة ممثلين من منظمة الصحة العالمية وعدد من اعضاء هيئة التدريس بالجامعات، كذلك مبادرة Triple Es و هي مركز تبادل الخبرات.