افتتح مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والسبعين 2025، بمشاركة 22 فيلما تتنافس على جائزة السعفة الذهبية، التي تمنحها لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الفرنسية جولييت بينوش والتي افتتحت المهرجان بتحية إلى المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة التي قتلت في غزة وذكّرت كذلك بالضحايا والرهائن حول العالم.
وفي كلمتها، أشارت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش إلى «الحرب» و»الاحتباس الحراري» و»كراهية النساء».
وقالت: «إن الفنانين لديهم القدرة على التعبير عن الآخرين، كلما ازدادت معاناة الناس، ازدادت أهمية مشاركتهم».
كما أشادت بالفنانين الذين يكافحون ضد القمع في جميع أنحاء العالم، وتحدثت جولييت بينوش حول وفاة فاطمة حسونة، المصورة الصحفية الفلسطينية البالغة من العمر 25 عاما، وأفراد من عائلتها، حين قُتلوا بصاروخ إسرائيلي في غزة، وفاطمة حسونة هي بطلة الفيلم الوثائقي «Put your soul on your hand and walk» للمخرجة الإيرانية سيبيدة فارسي، الذي سيُعرض هذا العام في المهرجان.
وقالت الممثلة الفرنسية: «كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة، الفن يبقى، فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا»، كذلك، ذكرت بينوش في كلمتها «رهائن السابع من تشرين الأول/أكتوبر وجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يقاسون الرعب ويموتون في شعور رهيب بالتخلي».
وشهد حفل الافتتاح لحظات مؤثرة ورسائل سياسية وإنسانية قوية، إلى جانب عروض سينمائية مرتقبة، ومشاركة واسعة لألمع نجوم العالم.
وتضم لجنة التحكيم تسع شخصيات، من بينها الأمريكية هالي بيري والكاتبة الروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني والمخرج الكوري هونج سانج سو، والمخرجة الألمانية ألبا رورواشر، والممثل الأمريكي جيريمي سترونج، والمخرج الكونغولي ديودون حمادي، والمخرجة الهندية بايال كاباديا، والمخرج المكسيكي كارلوس ريجاداس.
ووقع المئات من نجوم السينما العالميين رسالة مفتوحة، نشرت على هامش افتتاح مهرجان كان، أدانوا من خلالها «الصمت حيال الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة»، واعتبر الموقعون أنهم «لا يمكن أن يبقوا صامتين» حيال ما يحدث، واعتبرت رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، أن الفنانين الموقعين على الرسالة «يؤدون دورهم»، مضيفة أن «الثقافة والسياسة تسيران جنبا إلى جنب».
وقدمت المغنية الفرنسية ميلين فارمر، التي كانت عضواً في لجنة التحكيم في عام 2021، أغنية جديدة تكريمًا للمخرج السينمائي ديفيد لينش، الذي توفي في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد مقدم الحفل لوران لافيت بأولئك الذين يلتزمون بالقضايا الاجتماعية والإنسانية.
وافتتح كلمته بإهداء للممثلة إيميلي ديكوين، التي توفيت بسبب نوع نادر من السرطان في 16 مارس/آذار عن عمر ناهز 43 عاما.
وفي نهاية القائمة الطويلة، أشاد بفولوديمير زيلينسكي، «الممثل» الذي تحول إلى «قائد حربي»، الرئيس الأوكراني الذي يخوض حرباً مع روسيا بقيادة بوتين.
وفي واحدة من أكثر اللحظات المنتظرة على السجادة الحمراء، قدّم خلال حفل افتتاح مهرجان كان النجم الأمريكي ليوناردو دي كابريو جائزة السعفة الذهبية الفخرية لأسطورة التمثيل روبرت دي نيرو وذلك بعد أربعة عشر عاما من ترؤسه لجنة التحكيم عام 2011، وقال ديكابريو أثناء تقديمه الجائزة «يشرفني أن أكون هنا (…) لتكريم شخص كان نموذجا ومثلا أعلى لجيل كامل من الممثلين: روبرت دي نيرو».
وقال دينيرو لدي مشاعر قوية تجاه مهرجان كان ففي عالم بات يفرقنا يجمعنا مهرجان كان، وتابع: «رواة القصص، صنّاع الأفلام، المعجبون، والأصدقاء.. إنّه أشبه بالعودة إلى الوطن».
وتطرق دي نيرو إلى الرسوم الجمركية التي تبلغ نسبتها مئة بالمئة والتي ينوي فرضها الرئيس ترامب على الأفلام السينمائية الأجنبية، وقال دي نيرو: لا يمكن تحديد سعر للإبداع، وتابع لكن يبدو أنه يمكنك فرض تعريفة جمركية عليه».
ونوّه الممثل البالغ من العمر 81 عاما لأهمية النضال من أجل الديمقراطية على وقع تصفيق حار جدا من الجمهور.
نجمات عربيات يتألقن
ولفتت الأنظار النجمة المصرية يسرا، التي تألقت بفستان أحمر طويل، وإلى جانبها عمرو منسي، المدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي.
أما الفنانة الشابة أمينة خليل فقد أضفت بريقاً خاصاً على الأجواء بفستان وردي، مدرج بالريش من الأسفل. كما كان للإعلامية اللبنانية الشهيرة رايا أبي راشد حضور مميز كعادتها في تغطية الفعاليات الفنية العالمية.
ولم تقتصر الإطلالات الساحرة على النجمات المصريات، حيث خطفت الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم عدسات المصورين بإطلالتها الأنيقة، إذ ارتدت فستاناً باللون الأبيض، مع قفازات بيضاء طويلة.