للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.
وصل أنور ناصر متي وولده ليناردو إلى أستراليا منذ شهرين كلاجئين ولكنها سرعان ما سعيا للتواصل مع الجالية والاندماج مع المجتمع من خلال الموسيقى التي اعتادا عزفها عندما كانا في العراق.
في شمال العراق، كان أنور (56 عاماً) عازفاً لعدة آلات موسيقية تقليدية كالزرنة والمطبق (آلات هوائية) بالإضافة للطبل حيث تعلم العزف سماعاً ولم ينتسب إلى أي دراسة موسيقية.
وإلى جانب أنور كان هناك ولده ليناردو (24) أو ليو كما يسميه والده والذي كان يساعد والده في العزف في الأعراس والمناسبات في منطقتهم.
عائلة أنور التي اعتادت العيش في الحمدانية في الموصل تركت العراق في مطلع عام 2017 بسبب الظروف الأمنية ووصلت إلى الأردن.
ويقول أنور عن هذه المحطة بإنها محطة استغرقتهم “سبع سنوات” حيث بقوا في الأردن في انتظار الحصول على تأشيرة إنسانية إلى أستراليا.
“في الأردن لم تكن هناك جالية من مناطقنا الشمالية في العراق وبالتالي لم يكن هنالك طلب على موسيقانا.”
يؤكد أنور أنه لم يعزف في حفل موسيقي إلا لمرة أو مرتين خلال السبع سنوات من تواجده هو وعائلته في الأردن.
أما الابن ليناردو فيقول إن محطة الأردن قد تكون ذات فائدة له إذ تعلم فيها العزف على آلة تقليدية جديدة هي “البزق”.
“عندما كنت في الأردن وخاصة عندما انتشرت جائحة كورونا ومع وجود الحجر الصحي، بدأت أفكر في تعلم العزف على آلة تقليدية تسمى البزق وهي آلة جاءت من تركيا إلى شمال العراق.”
بحث ليناردو عن متجر يبيع آلة الزق في الأردن وبعد طول سؤال اهتدى إلى متجر واحد يبيع مثل هذه الآلات في البلاد.
“أسرعت بالذهاب إلى المتجر واشتريت الآلة واستثمرت الوقت خلال إغلاقات كورونا لتعلمها بنفسي.”
أستطاع ليناردو تعلم العزف على البزق في غضون ثلاثة أشهر بفضل قدرته الجيدة على السماع واعتماداً على بعض الدروس والإرشادات المتوفرة على اليوتيوب.
“تعلمت الأساسيات وبدأت أتدرب حتى أتقنت العزف على البزق في ثلاثة أشهر.”
مع إنتهاء جائحة كورونا وتحلل الأمور وعودة السفر والتنقل لاح الأمل لعائلة أنور ناصر متي.
يقول ليناردو “كنا قد قدمنا طلباً للقدوم إلى أستراليا ضمن البرنامج الانساني وبكفالة عمتي المتواجدة هنا في أستراليا.”
تم إبلاغ العائلة بقول طلبهم وتم منحهم التأشيرة للقدوم إلى أستراليا كلاجئين.
في آيار/مايو 2023، حطت الطائرة في مطار ملبورن لتعلن “بداية حياة جديدة” بالنسبة لأنور وليوناردو وباقي أفراد العائلة.
يقول أنور، “بعد وصولنا إلى أستراليا، بدأت الحياة تأخذ جانباً جديداً وبدأنا نفكر بالموسيقى والآلات الموسيقية وصناعة الطبول.”
أنور الذي كان عازفاً للطبول كان أيضاً صانعاً لها.
“في العراق كان لدي معمل أصنع فيه الطبول بالإضافة إلى فرقة شكلتها في الحمدانية كانت تقدم الغناء والموسيقى التقليدية.”
بادر أنور بالتواصل مع الجالية المتواجدة في ملبورن وبحث معهم إنشاء فرقة موسيقية صغيرة مكونة منه من ابنه وبعض أفراد الجالية المهتمين.
“تحدثت إلى مجموعة من أفراد الجالية الذين يتوقون إلى سماع صوت موسيقانا من جديد خلال المناسبات والأعراس هنا ليستذكروا تراثهم.”
ولم يتوقف أنور عند هذا الحد بل بدأ في منزله بإنتاج بعض الطبول بعد أن أرسل إلى بعض معارفه في العراق ليرسلوا له المواد الاساسية لصناعة الطبول.
“بعض المواد الخام وصلت إلي في أستراليا وما زلت أنتظر الأطر الخشبية وحال وصولها سأكمل صنع ثلاثة طبول بدأت فعلاً بالعمل عليها بعد وصول المواد الخام.”
يأمل أنور في أن تساعد الموسيقى والعزف وصناعة الطبول في استقراره بشكل سلس في استراليا، متأملاً في أن يكتمل تشكيل فرقته الموسيقية قريباً في ملبورن.
أما ليناردو فيأمل في أن يستمر في مساعدة والده في الموسيقى والعزف، ويقول إنه نجح في المشاركة في أول فعالية مجتمعية له مع الجالية في ملبورن في تموز/يوليو 2023 حيث قدم عزفاً على آلته “الحبيبة” البزق.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.