6/6/2025–|آخر تحديث: 04:05 PM (توقيت مكة)
تتصدر أدوية “أوزيمبيك” و”ويغوفي” قائمة العلاجات الحديثة التي وُصفت بالثورية في مجال فقدان الوزن، إذ جلبت الأمل لملايين الأشخاص حول العالم في مواجهة السمنة.
لكن مع انتشار استخدامها، بدأت تظهر تحذيرات طبية جديدة تتعلق بآثار جانبية غير متوقعة تمس الصحة العامة والمظهر الخارجي، لا سيما ملامح الوجه وصحة الفم والأسنان.
تغييرات في ملامح الوجه
يشير أطباء إلى ظاهرة باتت تُعرف باسم “وجه أوزيمبيك”، حيث يلاحظ مرضى هذه الأدوية تغيّرات واضحة على ملامح الوجه، أبرزها بروز علامات الشيخوخة وتهدل الجلد وظهور خطوط وتجاعيد بشكل أكثر وضوحا.
ويعود السبب في ذلك إلى أن المادة الفعالة “سيماجلوتيد”، الموجودة في كل من أوزيمبيك وويغوفي، لا تقتصر تأثيراتها على الدهون الزائدة في الجسم فقط، بل تشمل أيضا دهون الوجه، مما يؤدي إلى مظهر وجه غائر أو منحوت يفقد جزءا من امتلائه الطبيعي.
آثار جانبية على صحة الفم والأسنان
لم تتوقف التحذيرات عند حدود الشكل الخارجي، فقد ظهرت تقارير عن آثار جانبية غير متوقعة تمس صحة الفم، من بين هذه التأثيرات:
جفاف الفم: يعاني بعض مستخدمي الدواء من انخفاض إفراز اللعاب، ما يؤدي إلى جفاف الفم، ويعزى ذلك إلى تأثير سيماجلوتيد على الغدد اللعابية، الأمر الذي يقلل من كمية اللعاب ويجعل الفم أكثر عرضة للجفاف وحتى التصاق اللسان.
رائحة الفم الكريهة: يتسبب نقص اللعاب في ازدياد نشاط بعض أنواع البكتيريا داخل الفم، ما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة وزيادة احتمالية ظهور التسوس والتهابات اللثة وتكوّن طبقات بيضاء أو مغطاة على اللسان.
تضرر الأسنان: من الآثار الشائعة أيضا حدوث قيء متكرر لدى بعض المرضى بسبب تأثير الدواء على حركة المعدة وبطء الهضم. والقيء المتكرر يعرض الأسنان لمخاطر كبيرة، إذ يؤدي حامض المعدة القوي إلى تآكل طبقة المينا وتهتكها، ما يجعل الأسنان ضعيفة وأكثر عرضة للتلف مع الزمن. الوضع يزداد سوءا إذا تزامن ضعف إفراز اللعاب مع تكرار القيء، ما يفقد الفم قدرته الطبيعية على مقاومة الأحماض وحماية الأسنان.
نصائح طبية للوقاية
يوصي الأطباء باتباع إجراءات عدة للتقليل من هذه المضاعفات، منها:
شرب الماء بانتظام طوال اليوم للمساعدة على إبقاء الفم رطبا وتشجيع إفراز اللعاب.
مضغ العلكة الخالية من السكر أو غسول الفم للمحافظة على صحة الفم واللسان، وتجنب الجفاف والرائحة الكريهة.
اتباع نظام غذائي متوازن وتجنب الأطعمة والمشروبات الحمضية أو السكرية قدر الإمكان.
تناول وجبات صغيرة لتقليل خطر القيء، خاصة لدى النساء اللواتي تظهر لديهن الأعراض الهضمية بشكل أكبر بسبب التغيرات الهرمونية.
تجنب تنظيف الأسنان مباشرة بعد القيء، وبدلا من ذلك يُنصح بغسل الفم بالماء والانتظار نصف ساعة قبل استخدام الفرشاة لحماية مينا الأسنان من التلف.
العناية بنظافة الفم والأسنان وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.
متى تختفي هذه الأضرار؟
وتشير التقارير الطبية إلى أن معظم الأعراض الجانبية، مثل القيء والجفاف، غالبا ما تختفي تدريجيا بعد إيقاف الدواء أو تقليل الجرعة، لكن الأضرار التي تصيب الأسنان –مثل تآكل المينا– قد تكون دائمة ولا يمكن عكسها، الأمر الذي يؤكد أهمية الوقاية والمتابعة الطبية المستمرة خلال مدة استخدام هذه الأدوية.
تؤكد المصادر الصحية أن أدوية فقدان الوزن ليست خالية من المخاطر، وأن الحرص على المتابعة الدورية واتباع النصائح الطبية هو السبيل الأمثل للاستفادة من فوائد العلاج وتجنب مخاطره، خاصة على صحة الفم والأسنان وملامح الوجه.