شهدت صناعة الموضة في الإمارات خلال العقد الأخير تحولات نوعية، حيث أصبحت مركزًا إقليميًا وعالميًا للابتكار والتصميم، مدعومة بسياسات حكومية داعمة، واستثمارات ضخمة، وتوجهات نحو الاستدامة والتكنولوجيا.
يُعزى ذلك إلى تطور بيئة الأعمال الإبداعية، وازدياد عدد المصممين المحليين، وتوسع سوق المنتجات الفاخرة، بالإضافة إلى التبني الواسع للتجارة الإلكترونية.
تُعد صناعة الموضة الإبداعية في الإمارات من أكثر القطاعات حيوية وتطورًا، مع توجهات قوية نحو الاستدامة، والتقنيات الحديثة، وتطوير المواهب الوطنية.
مع استمرار الدعم الحكومي، وتزايد الطلب على المنتجات الفريدة، وتبني التكنولوجيا، فإن السوق يتهيأ ليكون أحد ليكون أحد أهم مراكز الإبداع في العالم، مع فرص استثمارية واسعة للمبدعين والمستثمرين على حد سواء، وبحسب تقرير Statista (2025)
. Fashion & Design Market، من المتوقع أن تصل قيمة سوق الموضة في الإمارات إلى حوالي 33 مليار دولار بحلول نهاية عام 2025، مع معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يُقدر بـ 8% منذ عام 2023، مقارنة بـ 28 مليار دولار في 2024، وهو ما يعكس استمرار التوسع وتزايد الطلب على التصاميم الفريدة والمنتجات المستدامة (Statista, 2025).
4.8 مليارات
أما سوق المنتجات الفاخرة، فقد حقق مبيعات تقترب من 4.2 مليارات دولار في 2024، مع توقع أن تتجاوز 4.8 مليارات دولار في 2025، مدفوعة بزيادة السياح والمقيمين الباحثين عن الرفاهية، حسب Bain & Company (2025).
في ذات السياق، ذكر التقرير أن سوق التجارة الإلكترونية للموضة في الإمارات ينمو بسرعة، حيث من المتوقع أن تصل قيمته إلى 2.4 مليار دولار بحلول 2025، بزيادة قدرها 20% عن 2024، مع اعتماد متزايد على التسوق الرقمي (Euromonitor, 2025).
1500 مصمم
ومن جانب آخر طالما تطلعت الموضة العالمية ومساراتها إلى مدينة دبي كمحطة أساسية لترويج تصاميمها وأشهر المصممين المخضرمين وكذلك المواهب الشابة عبر عواصمها انطلاقاً من باريس وانتهاء بلندن خلال فعالياتها صيفا وشتاء، مما ساهم في إثراء حوارات الأزياء وثقافتها في منطقة الشرق الأوسط، ومع انطلاقة حي دبي للتصميم، تابع النقاد والمتخصصون باهتمام دور مدينة دبي كحاضنة استقطاب ودعم للرموز العربية الشابة ونقطة انطلاقها للعالمية إلى جانب النجاح الكبير للفعاليات المحلية الطابع وعالمية الإتقان والتي حجزت مقعدها على خريطة رزنامة عروضها كما شهدت الإمارات نموًا ملحوظًا في عدد المصممين الإماراتيين، حيث يُقدر أن هناك أكثر من 1500 مصمم مستقل وعضو في مراكز إبداعية، مع زيادة سنوية بنسبة 25% منذ 2024، وفقًا لتقرير دبي ديزاين ديستريكت (d3, 2025).
هؤلاء المصممون يدمجون بين التصاميم التراثية والحديثة، مع تركيز على الابتكار والتقنيات المستدامة.
65 %
وخلال السنوات الموضة شجعت المنصات الإبداعية في دبي والإمارات عموماً دعم صناعة الأزياء الإيكولوجية والتي تهدف إلى إنتاج ملابس تحترم مبادئ الاستدامة البيئية، وتحاول تخفيض نسبة التلوث والنفايات، من خلال استبدال الألياف الصناعية بالألياف الطبيعية الموجودة في الطبيعية، كذلك تهدف الأزياء الصديقة للبيئة، إلى استخدام الألياف المعاد تدويرها وهي تشمل بقايا الأقمشة المجمعة من المصانع والثياب المستعملة والملابس الجديدة التي لم يتم بيعها، ومنها تتم صناعة قطن مستدام، حيث يزداد الطلب على الأزياء المستدامة.
حيث تشير دراسة d3 (2025) إلى أن 65% من المستهلكين الإماراتيين يفضلون شراء منتجات بيئية ومعاد تدويرها، وهو ما يعكس توجهًا قويًا نحو الموضة الخضراء، مع دعم من الحكومة والمبادرات المحلية التي تروج للموضة المستدامة (Dubai Design District, 2025).
الجيل «زد»
والجدير بالذكر أن قطاع الموضة في الإمارات يسعى لاكتساب نقاط قوة وقاعدة شعبية في أوساط جيل الألفية «زد» على اعتبار أنهم الفئة المستهدفة التي لها باع طويل في فهم مجريات الابتكارات الرقمية والعوالم الافتراضية يعرفون تحت مسمى «اللاعبون»، على عكس «المستهلكون» الفئات المستهدفة في العالم الواقعي والأكبر سناً كونها تمتلك القدرة الشرائية الهائلة، وتنفق مئات الدولارات على اقتناء أحدث التصاميم والتنقل بين أسابيع الموضة في دبي وباريس، ولندن وغيرها من العواصم لحضور العروض الحية والالتقاء بالمصممين، ومن هذا المنطلق سعت العديد من العلامات التجارية الفاخرة إلى طرح تصاميم شبابية قابل لارتداء والتفصيل حسب الطلب منها الأزياء الكاجوال وكذلك الرياضية وضمنتها مجموعة فاخرة من ملابس السهرة والإكسسوارات وباتت أدوات التكنولوجيا تلعب دورًا رئيسيًا، حيث تستخدم العلامات التجارية أحدث التقنيات مثل الواقع المعزز (AR)، والذكاء الاصطناعي (AI)، والطباعة ثلاثية الأبعاد (3D)، لابتكار منتجات مخصصة وتحسين تجربة العميل، وفقًا لتقرير GIA (2025).
كذلك، تتزايد مبيعات الملابس والتصاميم الرقمية، مع توقع أن تصل إلى 8% من إجمالي السوق بحلول 2025، مقارنة بـ 6% في 2024 (GIA, 2025).