بات الذكاء الاصطناعي، وفضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، تؤثر بشكل كبير على الفنون، وتسهم في بروز مفاهيم ورؤى إبداعية جديدة، حسب آراء مفكرين وفنانين ضمن «منتدى الفن العالمي»، الذي يعتبر أكبر مؤتمر فني في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الذي أقيم ضمن فعاليات معرض «آرت دبي» 2025، والذي تتطرق للعديد من النقاط الملهمة وأهمها أن الفنون التشكيلية المعاصرة باتت لا تعتمد فقط على تجربة وتقنيات الفنان وفكرة العمل، ولكنها باتت في أمس الحاجة إلى تبني أطروحات الذكاء الاصطناعي التي تضيف عناصر التشويق والإبهار والمتعة وهو جوهر الفنون وركيزتها في توثيق رسالتها المجتمعية والإنسانية
وتحدث شومون باسار، المفوض العام لـ«منتدى الفن العالمي»، لـ«البيان» عن أبرز المحاور الملهمة في سياق الفنون والتحولات العالمية التي تقود التوجهات الثقافية والتقنية في الإمارات، وأكد أن التطورات التي تحيط بنا، تعد عوامل مؤثرة في نمو اقتصاديات الفنون البصرية، وقال: نحن الآن في الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين، ونرى التأثيرات الدرامية للتكنولوجيات الرقمية المتقدمة على كل جزء من حياتنا: في العمل، وفي الترفيه، وفي السياسة.
وهذه التغييرات تحدث بسرعة، مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي.
وفي كل مرة نتقدم فيها نحو مستقبل يشبه الخيال العلمي، يتعين علينا إما التكيف بوعي، أو أن نُترك خلف الركب. هذه هي الطبيعة الجديدة.
تجارب واعدة
وعن تأثير التغيرات التكنولوجية السريعة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، على المشهد الفني والثقافي، أشار شومون إلى أن كل تقنية جديدة، أدت إلى عصر فني جديد من التعبير هذا لأن العديد من الفنانين تجريبيون بطبيعتهم: يجربون الأشياء لرؤية إمكانياتها.
وأضاف: هناك بالفعل عدد من الفنانين المعاصرين في الإمارات والعديد من بلدان العالم الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، لكن الوصول الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت يتيح للجميع اختبار فضولهم الفني، رغم أنه لا يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كان كل ما يُنتج هو فن حقاً.
إيقاع متسارع
وفيما يتعلق بالتحديات الرئيسية التي يواجها الفنانون والمفكرون في التعامل مع التحولات السريعة في عالم اليوم، أشار شومون إلى أن الحركات الفنية في الماضي كانت تدوم لعقود، أما اليوم، فباتت تعتبر من التأثيرات قصيرة المدى، ربما لهذا السبب يختار بعض الفنانين تجاهل هذه التحولات بشكل شامل، وبدلاً من ذلك، يبنون عالمهم الداخلي من المراجع التي تربطهم بالماضي، وتمنحهم الحاضر المستقر.
ومن جانب آخر، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي الآن هي الثقافة ذاتها، وعن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الإبداع والثقافة، قال: علينا التوقف عن تأطير التكنولوجيا كأداة سلبية.
فهي، مثل اللغة، وسيلة نعيش ونعمل من خلالها في كافة المجالات.
أداة ديمقراطية
ومن جانب آخر، أشارت الفنانة الرقمية هانا كوب، إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الفنون السمعية والبصرية في الإمارات وعالمياً هو تأثير ممتد وطويل الأمد، وأضافت: إنه يمكننا من الوصول إلى إنشاء أعمال كبيرة النطاق باستخدام فكرة فقط، ومطلب مصاغ بشكل جيد.
كما يزيل الذكاء الاصطناعي العبء المالي عن الفنانين الذين لم يكونوا ليتمكنوا من العمل بهذه الطريقة، وأحياناً لا نحصل على النتيجة المطلوبة، وقد تكون عملية ضبط اللغة المستخدمة للتواصل مع الذكاء الاصطناعي طويلة، وتتطلب أحياناً ربط أدوات متعددة.
بشكل عام، أعتقد أن الفنانين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بطريقة نقدية يُنتجون حلقة تغذية تؤطر التكنولوجيا في السياق الثقافي والاجتماعي الأوسع.
عوالم ملهمة
وفيما يتعلق بدور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الفنون السمعية والبصرية في الإمارات، قال الفنان الرقمي في دكلان كولكويت: نحن مهتمون بالتكنولوجيا الناشئة، مثل الحوسبة الكمومية، والاحتمالات الثقافية والتعاونية الجديدة التي تتيحها.
ويتم الحكم على التقنيات الحديثة بناء على قدرتها في تعزيز الإبداع البشري.
في السنوات القادمة، نأمل أن نرى المزيد من أشكال التعاون غير البشرية، والعمل مع الذكاء الاصطناعي، لأنه حررنا من عبء التعبير عن الذات في الممارسة الفنية.