في مثل هذا اليوم، 15 يونيو 2012، ودّعت الساحة الفنية الخليجية واحدًا من رموزها الخالدين، الفنان الكويتي الكبير غانم الصالح، الذي شكل برحيله خسارة فنية فادحة. وبعد مرور ثلاثة عشر عامًا، لا تزال إبداعاته تضيء ذاكرة الجمهور، شاهدة على مسيرة امتدت لأكثر من أربعين عامًا.
يُعد الراحل من الجيل المؤسس للمسرح والتلفزيون في الكويت والخليج، إذ ترك بصمة واضحة من خلال أعمال لا تزال تُعرض حتى اليوم وتُعد من كلاسيكيات الفن الخليجي. من أبرزها مسلسلات مثل “خالتي قماشة” و”رقية وسبيكة”، إضافة إلى الفيلم الشهير “خرج ولم يعد”، التي ما زالت تجد لها مكانًا في القلوب والشاشات.
تفرّد غانم الصالح بأسلوب تمثيلي يوازن بين الكوميديا العفوية والدراما الإنسانية العميقة، وقدّم شخصيات لا تُنسى، رسّخت مكانته كأحد أعمدة الفن الخليجي. لقد ألهم بأسلوبه أجيالاً من الفنانين، وأسهم في بناء هوية فنية خاصة بمنطقة الخليج.
في سنواته الأخيرة، عانى الصالح من المرض إلى أن وافته المنية عن عمر ناهز 69 عامًا. وبرغم رحيله، يبقى إرثه حيًا من خلال أعماله التي لا تزال تلامس وجدان الجمهور، وتعكس عمق عطائه وصدق أدائه.
يشكّل غانم الصالح رمزًا لا يُنسى من رموز الفن العربي، وأحد أبرز من ساهموا في ترسيخ ملامح الدراما الخليجية، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة المحبين وتاريخ الفن الكويتي والخليجي.
*بروفايل
وُلد الفنان غانم الصالح في الكويت عام 1943، وبدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي. يعتبر من جيل الرواد الذين أسسوا الحركة المسرحية والتلفزيونية في الكويت، التي كانت تُعرف بـ”هوليوود الخليج” في تلك الفترة. لم تكن بداياته سهلة، فقد عمل موظفًا في وزارة العدل، لكن شغفه بالفن دفعه لدخول هذا المجال، حيث بدأت موهبته تتجلى على خشبة المسرح.
مسيرته المسرحية: المسرح كان عشقه الأول وميدان تألقه الأبرز. شارك غانم الصالح في العديد من المسرحيات التي لا تزال تُعتبر علامات فارقة في تاريخ المسرح الكويتي والخليجي. تميز بقدرته على أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية ببراعة، وتقديم شخصيات ذات أبعاد إنسانية عميقة.
من أبرز مسرحياته:
“صقر قريش” (1961): من أوائل أعماله المسرحية.
“بني صامت” (1975): مسرحية كوميدية اجتماعية لاقت نجاحاً كبيراً.
“عزوبي السالمية” (1982): من أشهر أعماله التي جسد فيها دور “الشايب” وأصبح أيقونة.
“بيت بومحيوس” (1983): مسرحية كوميدية شهيرة.
“صح النوم يا عرب” (1987): تناولت قضايا عربية بأسلوب كوميدي ساخر.
تألقه في الدراما التلفزيونية: لم يقل تألقه في التلفزيون عن المسرح، بل أصبح نجماً جماهيرياً واسع الانتشار عبر الشاشات الخليجية والعربية. اشتهر بقدرته على تقديم شخصيات شعبية قريبة من قلوب الناس، وتميز بحضوره الطاغي وكاريزمته الخاصة.
من أشهر أعماله التلفزيونية: “خالتي قماشة” (1983): يعتبر هذا المسلسل أحد أيقونات الدراما الخليجية، وجسد فيه غانم الصالح دور “غانم بوشنب” الذي اشتهر به، وحقق نجاحاً جماهيرياً غير مسبوق.
“خرج ولم يعد” (1984) من أهم أعماله الدرامية، حيث تناول قضايا اجتماعية بأسلوب كوميدي درامي مميز.
“رقية وسبيكة” (1986): مسلسل كوميدي شهير آخر شارك فيه.
“على الدنيا السلام” (1987): من المسلسلات التي لاقت إقبالاً كبيراً.
“القدر المحتوم” (2001): مسلسل اجتماعي حقق نجاحاً واسعاً في بدايات الألفية الجديدة.
“سليمان الطيب” (1993): مسلسل كوميدي اجتماعي.
“أيام الفرج” (2010) من آخر أعماله الدرامية.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.