رياضة محلية
1247
الفنان عيسى الكبيسي
حوار: ياسر كليب
أسوة بكل المواطنين يعيش الفنان عيسى الكبيسي خلال فترة كأس العالم الذي تجري منافساته الآن بقطر حالة من النشاط الفني والرياضي وكمتابع حصيف لمجريات المباريات التي تجري أحداثها باستادات قطر الحديثة التي أقيمت خصيصاً لأجل هذه المناسبة العالمية، لم يتأخر الكبيسي في أن يوقع بصوته الفخيم في دفتر حضور الفاعلين والمساهمين في إنجاح تنظيم المونديال حيث شارك زملاءه الفنانين في تقديم عمل فني وسموه بـ (أرض المونديال) الذي يمجد دور دولة قطر، ويحفز الهمم ويبذل الترحاب بالضيوف الكرام الذين حلوا بأرض قطر لمشاهدة منافسات كأس العالم.
(الشرق) جلست إلى الفنان والملحن عيسى الكبيسي في حوار الفن والرياضة وخرجت بهذه الإفادات.
بداية كيف تصف تجربة استضافة قطر للمونديال؟
مع أن شهادتي مجروحة في بلدي ولكن الحق أقول إن قطر حققت حلم العرب والمسلمين ونجحت نجاحاً منقطع النظير في التنظيم وإبهار العالم أجمع بروعته والاهتمام حتى بأدق التفاصيل. قطر في تنظيمها لكأس العالم لم تعكس الصورة المشرفة لقطر وحدها بل عكست صورة كل الوطن العربي ونجحت في تصحيح الصورة النمطية المغلوطة عن المجتمع العربي والإسلامي على وجه الخصوص. نحن ممتنون لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، ولحكومته الذين أهدونا وأهدوا الأجيال القادمة ما يفاخرون به بأنهم أول دولة عربية تنظم كأس العالم وتنجح في تنظيمه بصورة أدهشت كل العالم.
ما هي أبرز الأعمال الفنية التي أنجزتها خلال المونديال؟
شاركت في أغنية جمعت الكثير من الأهداف والمعاني الجميلة وتهدف الأغنية إلى الترحيب والتآلف بكل زوار قطر وهي بعنوان (أرض المونديال) وكانت تجربة فريدة من نوعها، جمعت كوكبة من الفنانين المتميزين من الوطن العربي وتم تصويرها بشكل جميل في قطر، وهي من ألحان الموسيقار محمد المرزوقي وصاغ كلماتها الإعلامي تيسير عبدالله.
ما فكرة هذا العمل والرسالة التي حرصت على تقديمها للمتلقي من خلال مشاركتك فيه؟
كما أسلفت الأغنية ترحيبية بالمقام الأول بضيوف المونديال الذين شرفونا بقدومهم إلينا في قطر وفحوى الرسالة التي تحملها الأغنية هي أن قطر أرض المحبة والأخوة والصداقة والسلام.
برأيك ما هي الآثار الممتدة لمثل هذه الأعمال على مستوى الفن القطري وحضوره على الساحة العالمية؟
قطعاً ستسهم مثل هذه الأعمال الفنية في إبراز الثقافة والهوية القطرية والتعريف بمعالمها السياحية بشكل إيجابي، كذلك تعريف الآخر بالفن القطري وما يحمله من مضامين، ويكفي أن الفن القطري بات يشكل حضوراً لافتاً في الساحة العالمية وبالطبع أسهم تنظيم بلادنا للمونديال في منح الفن الفرصة الذهبية للانتشار.
كيف ترى دور الفنان تجاه مجتمعه وتفاعله مع مثل هذه المناسبات الدولية؟
دوره تجاه مجتمعه مهم وصعب ويجب أن يكون مثلاً يحتذى به داخل بلده وخارجها لأنه يمثل بلده وهو سفيرها، مهمة الفنان من الصعوبة بمكان وهي حمل ثقيل يقع على عاتقه وعليه أن يكون جديراً بهذه المهمة ولابد من الجد والاجتهاد والمنافسة اللائقة التي تجعله محبوبا ومقبولا ومشرفا لبلده.
أسوة ببطاقات كرة القدم داخل الملاعب.. لمن توجه البطاقة الحمراء؟ ولمن توجه البطاقة الصفراء؟
سؤال صعب لكنني أحيل قرار توجيه البطاقات الحمراء والصفراء لحكام كرة القدم فهم أدرى مني بمن يستحقها.
هل لديك بطاقات بألوان أخرى توجهها لأحد فنياً ورياضياً؟
نعم هناك بطاقة خضراء تدل على النجاح أوجهها لكل الذين أسهموا في تنظيم بطولة كأس العالم بقطر، لهم جميعاً أهدي باقات الأزهار وبطاقات الشكر والتقدير.
إلى أي حد يمكن أن يكون هناك ارتباط بين الرياضة والفن؟
الفن والرياضة وجهان لعملة واحدة وكلاهما يعمل على نشر رسالة الحب والسلام. وكلاهما يسهمان معاً في استمتاع الجمهور وبث روح الحماس فالرياضة لا تستطيع أن تستغني عن الفن فهي حاضرة في كل مدرجات الملاعب من خلال الأهازيج التي يرددها الجمهور. ويظهر الفن بداية من ترديد النشيد الوطني للمنتخبات أو نشيد النادي بالنسبة للفرق وكذلك الفن لا يستطيع الاستغناء عن الرياضة فكل حركة وسكنة من الفرق الموسيقية والراقصين الاستعراضيين هي رياضة والفنان نفسه إذا لم يكن رياضياً فلن تكتب له الاستمرارية فالوقفة الطويلة على المسرح تحتاج إلى لياقة بدنية عالية.
كيف ترى واقع الفن والثقافة بعد المونديال؟
أرى أن الفن والرياضة سيزدهران بعد أن ساهما بشكل كبير في التعبير عن الحدث من خلال الأغاني التي روجت للمونديال وكذلك الأغاني المشاركة في الافتتاح، كذلك الفعاليات المصاحبة، فالقائمون على تنظيم المونديال لم يسقطوا دور الفن وحرصوا على إقامة الليالي الفنية للجمهور وحفلات على مدار هذه الدورة الرياضية. وأتوقع بعد انتهاء المونديال أن تتسع دائرة الاهتمام بهما بشكل كبير من الجهات المعنية بالتطوير والارتقاء.
كيف ترجو أن يكون عليه الحال فنياً وثقافياً؟
آمل أن نحظى بمزيد من الاهتمام من قبل المسؤولين والجهات المختصة مثل وزارة الثقافة ومؤسسة الإعلام التي تخدم وتدعم الثقافة والفن، وأن يعملا على التطوير والارتقاء بالفن والثقافة باعتبار أنهما سلاحان قويان يعبران عن هوية البلد ويشكل أهل الفن والثقافة حائط صد منيع للدفاع الراقي وقوة ناعمة لحماية وردع كل مسيء للوطن.
مساحة إعلانية