أعربت الفنانة التونسية أماني الرياحي عن سعادتها الكبيرة بالتواجد في مصر والمشاركة في برنامج “سبوت لايت” الذي تقدمه الإعلامية شيرين سليمان عبر قناة “صدى البلد”، مؤكدة أن حضورها في القاهرة يمثل بالنسبة لها محطة مهمة تزيد من حماسها وشغفها الفني.
وأكدت أماني خلال اللقاء أن مصر هي قبلة الفن العربي وملتقى المواهب في مجالات الغناء والمسرح والدراما، مشيرة إلى أن تواجدها وسط الجمهور المصري يمنحها دفعة قوية للاستمرار في مسيرتها الفنية بثقة أكبر.
أصول تونسية وارتباط بالفن منذ الطفولة
وتحدثت أماني الرياحي عن جذورها التونسية، حيث تنحدر من عائلة فنية الأصالة، فوالدتها من منطقة الكاف ووالدها من مدينة زغوان، وهما منطقتان لهما تاريخ طويل مع الفنون الشعبية والمسرح والغناء، وأوضحت أن هذا الإرث العائلي جعلها تعيش وسط أجواء غنية بالإبداع منذ طفولتها، مما ساعدها على اكتشاف شغفها بالموسيقى مبكراً.
وأشارت إلى أن البيئة الثقافية في تونس، وخاصة في المدن ذات الطابع الفني مثل الكاف وزغوان، لعبت دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتها الفنية، حيث نشأت على سماع الموشحات والأغاني التراثية إلى جانب الموسيقى الحديثة.
رحلة البحث عن الذات بين الطرب والجاز
رغم أن الطرب الأصيل كان جزءاً لا يتجزأ من ثقافتها الموسيقية، إلا أن أماني الرياحي اختارت أن تخوض تجربة مختلفة عبر غناء موسيقى الجاز. وأكدت أن هذا الاتجاه جاء نتيجة شغفها الكبير بالتجارب الموسيقية العالمية ورغبتها في تطوير أدواتها الفنية وتوسيع أفقها.
وأوضحت أن الجاز، رغم كونه بعيداً عن الطابع الشرقي، إلا أنه منحها مساحة واسعة للتجريب والتعبير عن مشاعرها الفنية بطرق مبتكرة، مشيرة إلى أن دمج هذا اللون مع التراث العربي يمثل بالنسبة لها تحدياً ممتعاً ومميزاً.
روح فنية نابضة في تونس
وسلطت الفنانة الضوء على المشهد الموسيقي التونسي، مؤكدة أن شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس يعد رمزاً للحياة الثقافية والفنية، حيث تتلاقى فيه الموسيقى الشرقية مع الطرب الأصيل والفنون الحديثة. وأضافت أن هذا الشارع يعكس نبض الشارع التونسي وحب الناس للفن بمختلف ألوانه.
وأشارت إلى أن عشق التونسيين للموسيقى جعل من بلادها أرضاً خصبة لظهور العديد من الأسماء الفنية الكبيرة التي تركت بصمتها في العالم العربي، مؤكدة أن تونس ستظل دوماً أحد روافد الإبداع العربي.
مصر محطة مهمة في مشوارها الفني
أوضحت أماني الرياحي أن حضورها إلى مصر لم يكن مجرد زيارة عابرة، بل يمثل خطوة استراتيجية في مسيرتها الفنية، حيث تعتبر القاهرة عاصمة الفن والإبداع، ومنصة لانطلاق النجوم إلى العالم العربي كله.
وأكدت أنها تأمل في تقديم أعمال غنائية جديدة باللهجة المصرية، إلى جانب ألوان أخرى تجمع بين الطرب والجاز، بهدف الوصول إلى جمهور أوسع وإرضاء مختلف الأذواق.
التحديات والطموحات المستقبلية
لم تُخفِ أماني الرياحي حجم التحديات التي تواجهها كفنانة شابة في وسط مزدحم بالنجوم، لكنها شددت على أن الإصرار والموهبة هما مفتاح النجاح. وأشارت إلى أنها تعمل بجد على تطوير نفسها، من خلال التدريبات الصوتية والدروس الموسيقية، إلى جانب الاطلاع على تجارب كبار الفنانين.
وأضافت أن طموحها لا يتوقف عند حدود الغناء، بل يمتد إلى المشاركة في أعمال مسرحية وموسيقية، وربما خوض تجربة التمثيل مستقبلاً إذا وجدت النص المناسب الذي يعبر عن شخصيتها.
رسالة حب للجمهور المصري والعربي
اختتمت الفنانة حديثها برسالة حب وتقدير للجمهور المصري والعربي، مؤكدة أن الفنان لا يكتمل عطاؤه إلا بتفاعل الجمهور معه، وأن كل أغنية أو عرض تقدمه هو في الأساس إهداء لجمهورها الذي يمنحها الدافع للاستمرار.
كما دعت الشباب العربي إلى التمسك بالفن الأصيل والتجارب الإبداعية الجديدة، لأن الفن – على حد تعبيرها – هو القوة الناعمة التي تجمع الشعوب وتبني جسور التواصل بينها.
