محمود ياسين.. الوجه الفني لانتصار أكتوبر على الشاشة
الرصاصة لا تزال في جيبي.. فيلم بالأسلحة الحقيقية
إحسان عبد القدوس.. من الرواية إلى أيقونة السينما الوطنية
حسام الدين مصطفى والمخرج الإيطالي.. شراكة صنعت ملحمة حربية
الجيش المصري شريك في صناعة المشاهد الحقيقية للعبور
كتبت – إسراء عادل
يُعد الفنان القدير الراحل محمود ياسين واحدًا من أبرز الوجوه التي ارتبطت وجدانياً بحرب أكتوبر المجيدة، إذ شكل حضوره السينمائي علامة فارقة في تجسيد بطولات الجيش المصري على الشاشة الكبيرة، فقد قدم خلال مشواره الفني عدداً من الأفلام التي تناولت بطولات العبور، وكان فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي” أيقونة تلك الأعمال وأشهرها، حيث ارتبط اسمه به ليظل رمزاً للدراما الحربية والوطنية.
وفي أكثر من لقاء تلفزيوني قبل رحيله، كشف محمود ياسين عن كواليس تصوير الفيلم، الذي استند إلى رواية الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، مؤكداً أن التجربة لم تكن عادية، بل امتزج فيها الفن بالواقع والبطولة الحقيقية.
نرشح لك:عمرو محمود ياسين: سلوم حداد غلط غلطة كبيرة بتقليله من فنانين مصر
الرصاصة لا تزال في جيبي.. البداية الحقيقية
يُعتبر هذا الفيلم من أهم الأعمال السينمائية التي جسدت انتصارات أكتوبر. أشار محمود ياسين إلى أن المعارك المصورة في العمل استخدمت خلالها أسلحة وطلقات حية، وهو ما منح المشاهد مصداقية نادرة.
وأوضح أن فريق العمل زار كل المناطق المهمة على امتداد قناة السويس قبل بدء التصوير، ليعيش تفاصيل الواقع عن قرب، مؤكداً أن آثار الحرب كانت ما تزال حاضرة في المكان، وهو ما ساعد على صياغة خطة عمل حقيقية تعكس طبيعة المعارك وأجواء الحرب.
إحسان عبد القدوس.. من الرواية إلى الشاشة
يروي محمود ياسين أن الرواية التي كتبها إحسان عبد القدوس كانت البذرة الأساسية للفيلم، حيث اتفق المنتج رمسيس نجيب مع الأديب الكبير على تحويلها إلى عمل سينمائي ضخم.
الفيلم لم يكن مجرد معالجة درامية، بل توثيق أدبي ووطني للحرب من منظور إنساني وعسكري، وهو ما جعل الجمهور يتعامل معه كجزء من الذاكرة الوطنية، وليس مجرد فيلم.
دور حسام الدين مصطفى والمخرج الإيطالي
أكد محمود ياسين أن المخرج المصري حسام الدين مصطفى تولى إخراج الجوانب الإنسانية والمدنية في الفيلم، حيث ركز على حياة الجنود والمدنيين وعلاقاتهم الأسرية، بينما استعان المنتج بمخرج إيطالي متخصص في تصوير المعارك الحربية الضخمة.
هذا الدمج بين الرؤية المصرية واللمسة الأجنبية منح الفيلم توازناً واضحاً بين العاطفة الوطنية والمشاهد القتالية، مما جعله أكثر تأثيراً في قلوب المشاهدين.
الجيش المصري.. شريك أساسي في صناعة الفيلم
كشف محمود ياسين أن رجال القوات المسلحة لعبوا دوراً محورياً في إخراج الفيلم إلى النور، فقد ساعدوا في تنفيذ المشاهد الكبرى، خاصة مشاهد عبور قناة السويس واقتحام الساتر الترابي، والأكثر إثارة أن الجنود الذين عبروا بالفعل في الحرب هم أنفسهم الذين جسّدوا هذه اللحظات في الفيلم، لتصبح اللقطات مزيجاً بين الحقيقة والتمثيل.
إرث فني خالد
لم يكن “الرصاصة لا تزال في جيبي” مجرد فيلم، بل وثيقة بصرية للأجيال تحكي ملحمة النصر، وقد ظل محمود ياسين مرتبطاً بهذا الدور طوال حياته، باعتباره الوجه الفني لانتصار أكتوبر على الشاشة.
واليوم، وبعد رحيله، يبقى أثره خالداً في ذاكرة الفن المصري، شاهداً على مرحلة تاريخية صنعت مجد الوطن، ورسالة بليغة بأن الفن قد يكون سلاحاً موازياً للبندقية في معركة الوعي والانتماء.
نسخ الرابط
تابعنا عبر أخبار جوجل

