الشارقة 24:
بحضور سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، شهدت إمارة الشارقة اليوم افتتاح “المقر 39” أحدث المشاريع الإبداعية المنبثقة من مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار (SPARK) .
ويأتي إطلاق هذا المشروع ليعزز مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة والفنون والابتكار، ويجسد فلسفتها التنموية القائمة على تمكين المواهب والصناعات الإبداعية وبناء اقتصاد ابداعي متنوع ومستدام.
ويمثل “المقر 39” توسعًا استراتيجيًا جديدًا ضمن منظومة المجمع، ويعد منصة إبداعية متعدّدة التخصصات تجمع الفنانين والمصممين ورواد الأعمال والشركات الناشئة التكنولوجية والمبدعين في مجالات التصميم والفنون الرقمية والإعلام والعمارة والأزياء والموسيقى، وصولًا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والفنون التفاعلية.
رؤية مستقبلية تربط الإبداع بالعلم والتكنولوجيا
يأتي هذا المشروع الإبداعي ليؤسس لمرحلة جديدة تجمع بين الفنون والعلوم وريادة الأعمال، ويجسّد توجهات الإمارة في تمكين الشباب وصناعة مستقبل قائم على الابتكار. ويمثل “المقر 39” بوابة جديدة للجيل المقبل من المبدعين، عبر مساحات عمل مشتركة، ومعامل تصميم ونمذجة، واستوديوهات صوت ومرئيات، وأماكن للعروض والمعارض، ومختبرات تصنيع بالتعاون مع مختبر الشارقة المفتوح للابتكار التابع للمجمع “سويلاب”، وبرامج احتضان وتسريع الشركات الناشئة.
ويستهدف المشروع قطاعات واسعة تشمل التصميم والفنون البصرية، الإنتاج الإعلامي، الهندسة المعمارية، التكنولوجيا الإبداعية، الألعاب، الفنون الأدائية، الابتكار الرقمي، الصناعات الثقافية، والنشر وغيرها، مما يعزز البيئة الإبداعية في الإمارة ويدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة والمواهب المحلية والدولية.
وقالت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: “يشكّل المقر 39 أحدث مرتكزات الشارقة القائمة على أن الإبداع يزدهر حيث يُمنح الناس القدرة على التخيّل، والتعاون، والابتكار. نحن نبني مساحات تتفاعل فيها العقول المبدعة، وتتبادل الإلهام، وتغرس بذور مستقبل ثقافي واقتصادي يعود بالنفع على الجميع”.
من ناحيته، قال حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: “يمثل المقر 39 امتداداً لرؤية الشارقة في بناء بيئة مترابطة تجمع بين الإبداع والابتكار. لقد صممنا هذا المشروع ليكون مساحة مفتوحة تلهم الشباب والمبدعين ورواد الأعمال، ولتعزز من حضور الشارقة كوجهة عالمية للصناعات الإبداعية والتقنية المتقدمة. ومع استعداد المجمع لدخول عامه العاشر، نفخر بإطلاق مشروع يرسخ مكانتنا كحاضنة للأفكار الجريئة ومساحة لتجريب التقنيات الحديثة وصناعة مستقبل أكثر ابتكارًا واستدامة.”
وأضاف: “المقر 39” ليس مجرد مساحة عمل؛ إنه حركة جديدة تُعيد تعريف دور الإبداع في التنمية الاقتصادية، وتفتح المجال أمام شراكات استراتيجية تجمع القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية، بما يسهم في خلق منظومة اقتصادية أكثر معرفة وإنتاجية.”
الشارقة..عاصمة الإبداع والثقافة ومختبر المستقبل
يشكل “المقر39” ترجمة عملية لمكانة الشارقة باعتبارها واحدة من أبرز العواصم الثقافية والفنية في المنطقة والعالم. فالإمارة التي تحتضن متاحف عالمية ومشاريع ثقافية رائدة ومهرجانات أدبية وفنية مرموقة، تنتقل اليوم إلى مرحلة جديدة من تمكين الصناعات الإبداعية وربطها بالتكنولوجيا والاقتصاد.
ويعكس المشروع الفلسفة الفكرية التي تقوم عليها رؤية إمارة الشارقة، والتي تمزج بين الهوية الثقافية العريقة والانفتاح على التقنيات المستقبلية، بما يتيح خلق منصات جديدة للمواهب والنخب الإبداعية.
مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عقد من النمو والابتكار
يأتي إطلاق “المقر 39” بينما يقترب مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار من الاحتفال بعامه العاشر في 2026، بعد سنوات شهدت نموًا لافتًا في الجذب الاستثماري، وتأسيس شراكات استراتيجية، واستقطاب شركات عالمية تعمل في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعات المتقدمة.
وبإضافة هذا المشروع، يدخل المجمع مرحلة توسع جديدة تهدف إلى:
توسيع نطاق الصناعات الإبداعية داخل المنظومة العلمية.
جذب الشركات الناشئة التكنولوجية ذات البعد الإبداعي.
دعم الابتكار متعدد التخصصات (Cross-disciplinary Innovation).
تمكين الطلاب والخريجين ورواد الأعمال من تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية.
تعزيز دور المجمع كمساحة لاحتضان الحلول المستقبلية.
هذا وقد شهد حفل الافتتاح حضورًا واسعًا من الفنانين ورواد الأعمال والمبدعين وقادة المؤسسات الثقافية والإعلامية، إلى جانب ممثلين عن القطاعين العام والخاص. واستهلت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الفعالية بجولة تعريفية شملت أبرز مرافق “المقر39” حيث اطّلعت سموها على المساحات الإبداعية الجديدة وما تضمه من استوديوهات ومعامل وورش عمل مخصصة للفنون والتصميم والتقنيات الإبداعية.
وعقب الجولة، انطلقت الكلمات الرسمية التي تناولت أهمية المشروع ودوره في تعزيز الاقتصاد الإبداعي في الشارقة. وتخلل الحفل تقديم عروض موسيقية قدمها طلبة الجامعة الأمريكية في الشارقة، إضافة إلى عرض فني مميز بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، ليشكّل كلاهما لوحة فنية تعكس مستوى المواهب التي تحتضنها الإمارة.
كما شهد الافتتاح التقاط صور جماعية مع مجموعة من الشركاء والمؤسسات الداعمة لدور المجمع في بناء بيئة إبداعية متكاملة تسهم في تمكين المواهب ودعم نمو الصناعات الثقافية في الشارقة.
منصة للإبداع العالمي ونقطة انطلاق للمواهب
ومع تدشين “المقر39″، تؤكد الشارقة التزامها بدعم بيئة الابتكار وبناء اقتصاد إبداعي متكامل، حيث يوفّر المشروع منصة عالمية للمواهب والشركات والمبدعين، ويعمل على تعزيز مكانة الإمارة كمركز دولي للصناعات الثقافية والتقنيات الإبداعية.

