القرار جاء بمبادرة من مملكة البحرين وعدد من الدول التي تقدمت بمشروعه في مطلع هذا العام، ليصبح من الآن فصاعدا 28 كانون الثاني/يناير من كل عام يوما دوليا للاحتفاء بالتعايش السلمي.
وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، أكد المناعي أن تبني مشروع القرار “يعتبر إنجازا دوليا جديدا يضاف إلى سجل مملكة البحرين الحافل للعمل من خلال المنظمات متعددة الأطراف لما فيه الخير ونشر ثقافة التسامح والتآخي الإنساني والسلام على مختلف الأصعدة”.
وأوضح أن اليوم الدولي للتعايش السلمي “يهدف إلى الترويج لمبادئ التعايش السلمي السامية من خلال تعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك، والتركيز على الاحترام والتنوع البشري والحوار بين الحضارات”.
وأكد المناعي أن مصطلح التعايش السلمي مصطلح دولي لا يعنى بفئة دون أخرى، ولا يعنى بهدف دون آخر، “ولكنه مصطلح إنساني تعمل به جميع الدول من أجل الأهداف التي جاءت في القرار”.
ودعا القرار الذي صوتت لصالحه أكثر من 160 دولة في الجمعية العامة جميع الدول الأعضاء إلى مواصلة تعزيز ثقافة السلام للمساعدة على كفالة إحلال السلام وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك بسبل منها الاحتفال بالأيام الدولية والإقليمية والوطنية في هذا الصدد وحشد جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والتفاهم والتضامن واحتضان الجميع.
عبد الله عيسى المناعي المدير التنفيذي لمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي خلال مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة.
هدف واحد
يذكر أن هناك يوما دوليا آخر يدعو للعيش معا بسلام، وعن هذا قال المدير التنفيذي لمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، إن كل هذه الأيام جليلة ومهمة.
وأضاف: “ارتأى المركز أن يكون هناك قرار يشمل جميع العناصر ويوحد الرؤى، ويعمل باتجاه الأشياء التي قد تكون مكملة للأيام الدولية الأخرى. فالهدف واحد، والرؤية وإن اختلفت بعض الشيء، لكنها في نفس الاتجاه”.
وأشار إلى أنه ما يتبع تبني القرار وتحديد يوم دولي للتعايش السلمي، “تقوية العمل من قبل القاعدة الشعبية والدول، لأن العمل سويا في هذا الاتجاه والعمل سويا على جميع المستويات هو الطريق الوحيد للخروج من عالم ذي اتجاه غامض”.
وأضاف: “بعيدا عن أي اعتبارات سياسية أو دينية أو اجتماعية، فإننا ندعو الجميع أفرادا ومجموعات، ومؤسسات دولية متعددة الأطراف للعمل معا من أجل مستقبل يكون فيه السلام والتعايش السلمي هو القاعدة الأساسية”.
وشدد القرار الذي تبنته الجمعية العامة على أن للدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدينية ووسائط الإعلام والمجتمع المدني ككل دورا مهما في تعزيز التسامح واحترام التنوع الديني والثقافي وفي تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها على الصعيد العالمي.
أهمية التعليم
وشدد المناعي على أهمية الحوار والتعليم والاحترام المتبادل الذي يُمَكِّن من خلق بيئة سانحة للتعايش السلمي، “لأن هذه البيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير والاندماج”، مضيفا أن تفاني مملكة البحرين يسمح بالعمل على بناء مجتمع دولي أكثر عدلا وترابطا.
وأوضح أن مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي يركز بدوره على التعليم، “لأن في التعليم يكمن عنصر أساسي لبناء مستقبل واعد”.
وأفاد بأن المركز يعمل مع مؤسسات دولية من أجل إدخال مبادئ التعايش السلمي في جميع المناهج الدراسية، وأن تكون ضمن المواد التعليمية بما فيها الرياضيات والعلوم والتاريخ والأدب وغيرها.
ويعمل المركز كذلك مع الاتحاد البرلماني الدولي على برنامج تعليمي للبرلمانيين، لتعزيز عملهم في مجال التعايش السلمي وزيادة التوعية بأهميته.
وقال المناعي إن الاحتفال باليوم الدولي للتعايش السلمي يمتد لأكثر من يوم واحد، فهو “يذكرنا بما فعلنا طوال عام على مسار العمل باتجاه مبادئ التعايش السلمي”.
وأضاف أنه من خلال مبادرة كهذا لتحديد يوم للتعايش السلمي، “فإن هدفنا ليس أن نصل إلى سلام متقطع. ولكن هدفنا اليوم هو أن نصل إلى ذلك السلام المستدام الذي يرجوه ويستحقه كل أبناء العالم”.