تاريخ النشر :
الخميس
12:24 2025-3-27
آخر تعديل :
الخميس
12:31 2025-3-27
دعا مسرحيون الجهات المعنية إلى تعزيز الدعم وتذليل الصعوبات لإيجاد حالة مسرحية مستدامة كتابةً وتمثيلا وإخراجاً وعلى مستويات الطفل والشباب والمحترفين وإعادة الحضور والألق للمسرح الجامعي.
وأجمعوا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي يصادف اليوم 27 آذار من كل عام، على أن المسرح هو حصيلة فكر ومعنى وفعل حياتي وجمالي وإنساني.
واليوم العالمي للمسرح يحتفل به العالم، حيث تقام جملة من الأنشطة والاحتفاليات الخاصة بهذه المناسبة التي جرى العرف أن يتم اختيار شخصية إبداعية ومسرحية لكتابة كلمة خاصة بها تلقى في اليوم ذاته، ويتم تعميمها على جميع المؤسسات المسرحية في العالم، وتمت المبادرة بإطلاق هذا اليوم من قبل المعهد الدولي للمسرح عام 1961.
وقال المخرج والباحث وأمين سر لجنة الكتابة الإبداعية والدراسات في الفنون الدرامية برابطة الكتاب الأردنيين الدكتور فراس الريموني إن البهجة تسري في وجدان صناع المسرح كلما أقبل 27 من شهر آذار.
وأضاف «وهنا نتذكر لقاء الجمهور بعد العروض ونتذكر البروفات ومراحل تشكيل العرض والصعوبات التي مرت بنا وصولا ليوم العرض».
ودعا الريموني إلى تذليل تلك الصعوبات لضمان الاستدامة لهذا الفن العريق والضروري لمجتمعاتنا في هذا الوقت الذي يحتاج إلى قراءة الواقع وتقديم رؤى ثقافية تنويرية واجتماعية وجمالية وسياسية لجمهورنا الحبيب.
كما دعا إلى تحقيق وفرة الإنتاج من الجهات الداعمة وعلى رأسها وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى والجهات المهتمة بالشأن الثقافي والفني في الأردن، وكذلك تطوير البنى التحتية لعمل العروض والبروفات دون انقطاع او توقف، وإيجاد صندوق لدعم الفنون المسرحية ودورها المجتمعي والوطني.
وأعرب عن أمله بأن يقتنع صناع القرار أن المسرح فعل حياتي وجمالي وثقافي ووطني وقومي وإنساني؛ ينشر الفرح والحب، ويدافع عن وجودنا، لذلك يجب العمل على استمراريته.
وأكد ضرورة العمل على إعادة مهرجان الأردن المسرحي واستمراره والذي توقف لدورتين متتاليتين بسبب الظروف المحيطة بالأردن والحرب على غزة، ما أسهم بغياب المبدع المسرحي الأردني والعربي عن تقديم رؤاه المتقدمة في حماية مقدرات الأمة لتاريخها وحاضرها ومستقبلها.
وثمن جهود المسرحيين الأردنيين في مواصلة تقديم أعمال مسرحية رغم تلك الظروف، متسائلا عن غياب مهرجانات المسرح الجامعي والتي كانت في سنوات سابقة تسهم بتعزيز المشهد المسرحي وتسلط الضوء على مواهب كامنة، شكلت لاحقا حضورا مميزا في إثراء المشهد المسرحي الأردني ومنه إلى العربي. كما تساءل عن غياب جيل الرواد وكبار المسرحيين الأردنيين في المشهد المسرحي الأردني.
وقال الريموني: «يتمنى المسرحيون في هذا اليوم دعم الفرق المسرحية ومهرجاناتها التي حملت الوطن بين دفاتها، وتوفير حياة كريمة للفنانين الاردنيين تليق بهم».
بدورها، قالت المخرجة والممثلة المسرحية أسماء قاسم، إن يوم المسرح العالمي وهو اليوم الذي اتفق فيه مبدعو العالم أن يكون يوم 27 آذار من كل عام حصيلة فكر ومعنى لرموز تقودك إلى الإبداع.
ولفتت إلى أن الهمّ المسرحي بشقيه تمثيلا وإخراجا همٌّ إنسانيٌ لغته الإبتكار، ولا يستطيع التصدي له إلا كل ذي همة وعزيمة وصبر وجلد، إذ أن المسرح بطبيعته فن شمولي يتعرض فيه العامل بصناعته لمختلف الفنون الإبداعية وهو فن حي دائم الحياة، بحيث أن في كل عرض مسرحي يُقدم تنشأ حياة جديدة فيه، تختلف بنبضها عن العرض الذي سبقه.
وقالت إنه من المتعارف عليه في صيرورة الإبداع المسرحي أن تأليف النص والإخراج والتمثيل عوامل مهمة في المسرح، إذ يأتي التمثيل كتتويج وعمل إبداعي يكمن في قدرته على تجسيدهما وبلورتهما بأجمل صورة ممكنة.
وأشارت إلى أنها وعبر أعمال كثيرة بالتأليف تارة والإخراج والتمثيل تارة أخرى جعلها تمايز ما بين الحقول الثلاثة، مبينة أن الإخراج هو القيمة المهيمنة العليا إذ يكمن دوره في إدارة مختلف مفردات العرض المسرحي وفق رؤية تحقق البعد الفكري والجماليّ للعرض المسرحي.
واعتبرت أن المخرج يعد المهندس في هندسته للعرض والقائد في إدارة فريقه، حيث تتجلى حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه في هذا المجال. وأشارت إلى أنها عملت في نوعين من المسرح؛ مسرح للكبار ومسرح للأطفال، لافتة إلى أن شروط العمل بكليهما واحدة من حيث الإقناع والإتقان إلا أن المختلف بينهما هي الفئة المستهدفة (الجمهور).
وأوضحت أنه فيما يتعلق بمسرح الطفل وعلى خلاف مسرح الكبار، فقد دفعها ذلك إلى خوض غمار علوم أخرى كعلم النفس النمائي للتعرف على خصائص التلقي لدى الاطفال وفقاً للمرحلة العمرية وخصائص أخرى.
وختمت قاسم بأن المسرح يعد أبا الفنون، ففيه من الأدب ألق النص وهيبته ومن التشكيل فضاء المسرح ورهبته واللحن شذاه وروعته وهو مآل الفن ونشأته.
أما كاتب مسرح الطفل يوسف البري، فقال إن المسرح ليس مجرد فن، بل حياة تتجلى فيها أبعاد النفس والفكر والعاطفة، وتحلق في فضاءات أرواحنا بمشاهد مبهرة تجمع بين الدهشة والإبداع في تناغم فريد يجمع بين الفكر والجمال وهذه مسؤولية كبيرة.