برز منذر البصري كأحد الأسماء اللامعة في عالم السنوكر، حيث بدأ مسيرته كلاعب موهوب وحقق أول إنجاز دولي له عام 2001، عندما حصد الميدالية الذهبية في بطولة الخليج للشباب. هذا الإنجاز كان نقطة انطلاقه نحو مسيرة رياضية وإدارية ناجحة، إذ تدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا للاتحاد البحريني لألعاب البليارد، السنوكر والدارتس، لولايتين متتاليتين، إضافة إلى شغله عدة مناصب دولية مرموقة، منها عضوية الاتحاد الدولي للسنوكر، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب البليارد، ورئيس اتحاد غرب آسيا للدارتس.
خلال قيادته للاتحاد، سجل البصري العديد من الإنجازات، أبرزها تحقيق البحرين 51 ميدالية في ألعاب البليارد، السنوكر والدارتس خلال عام 2024. ورغم التحديات التي تواجهه، يواصل العمل على تطوير هذه الرياضات وتعزيز حضور البحرين على الساحة الدولية، مستفيدًا من خبرته الإدارية وعلاقاته القوية مع الاتحادات القارية والعالمية.
وأكد البصري أن الاتحاد يضع ضمن خططه المستقبلية توسيع قاعدة الممارسين لهذه الألعاب، وذلك من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم لاكتشاف المواهب الشابة وصقلها منذ سن مبكرة، مما يساهم في بناء جيل جديد من اللاعبين القادرين على تحقيق الإنجازات ورفع اسم البحرين في المحافل الدولية.
في هذا الحوار، يفتح البصري قلبه لـ«ملحق أخبار الخليج الرياضي»، متحدثًا عن الإنجازات، التحديات، وخطط المستقبل لتطوير رياضات البليارد والسنوكر والدارتس في البحرين.
- حقق اتحادكم 51 ميدالية في العام 2024.. فكيف استطعتم الفوز بهذا الكم الكبير من الميداليات؟
تحقيق هذا الكم من الميداليات لم يكن مصادفة، بل نتيجة تخطيط استراتيجي وعمل مكثف. ركزنا على تطوير اللاعبين عبر معسكرات تدريبية داخل وخارج البحرين، واستقطبنا مدربين عالميين، كما وفرنا بيئة تنافسية محلية قوية من خلال تنظيم بطولات واستضافة منافسات خارجية، ما ساهم في رفع جاهزية لاعبينا للمشاركة في البطولات الدولية.
- لا تخلو مهمة مجلس الإدارة من الصعوبات.. فما هي أكبر المشاكل التي تقلقكم؟ وكيف تتعاملون معها؟
التحدي الأكبر هو قلة الموارد المالية، إذ تتطلب الرياضة ميزانيات ضخمة لتطوير اللاعبين، تنظيم البطولات، واستقطاب المدربين. نعمل على مواجهة ذلك من خلال إبرام عقود رعاية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص. وفي ظل تواضع الدعم من الشركات فإن الداعم الأول لبرامجنا هما الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية.
- تعاني الأندية والاتحادات من عدم وجود صف ثانٍ يوازي الصف الموجود.. فكيف ستتغلبون على هذه المشكلة العالمية؟
نحن مدركون لأهمية بناء قاعدة قوية من اللاعبين الناشئين لضمان استمرارية الإنجازات، لذلك قمنا بإطلاق برامج تدريبية تستهدف الفئات العمرية الصغيرة، ونعمل على تنظيم بطولات خاصة بالناشئين حتى يتمكنوا من اكتساب الخبرة اللازمة مبكراً.
علاوة على ذلك، نحن بصدد إعداد خطة لاكتشاف المواهب في المدارس والجامعات، ونعمل على توفير دورات تدريبية مكثفة لهم بإشراف مدربين متخصصين، كما أننا نتابع تطور هؤلاء اللاعبين عن كثب لضمان وصولهم إلى مستويات تنافسية عالية.
– هل تشكل قوة منتخبات الدول المجاورة تهديدًا للبحرين؟
بالعكس، المنافسة القوية تدفعنا إلى مضاعفة جهودنا وتطوير لاعبينا بشكل أكبر، صحيح أن هذه الدول تمتلك لاعبين متميزين، لكننا نؤمن بأننا قادرون على منافستهم من خلال الاستمرار في تطوير لاعبينا ورفع مستواهم الفني والذهني.
التحدي الحقيقي يكمن في قلة عدد اللاعبين المحترفين لدينا مقارنة بهذه الدول، حيث أن بعضهم يمتلك برامج احترافية متكاملة، لكننا نسعى جاهدين إلى سد هذه الفجوة من خلال إرسال لاعبينا إلى معسكرات خارجية، وإشراكهم في بطولات قوية تمنحهم الخبرة اللازمة لمواجهة كبار اللاعبين في المنطقة.
– شاهدنا مجموعة كبيرة من ناشئي الدارتس في المسابقات المحلية، فمتى سيأخذ هؤلاء الصغار دورهم قريبًا في تشكيلة المنتخب؟
نحن فخورون بالمواهب الشابة التي ظهرت في مسابقات الدارتس، ونعمل على تصعيدهم تدريجياً إلى المنتخب الوطني، لدينا خطة لإدخال أفضل العناصر في التشكيلة الوطنية خلال العام المقبل، بحيث يتم دمجهم مع اللاعبين ذوي الخبرة وإشراكهم في البطولات الإقليمية والدولية، ونعمل على إقامة معسكرات تدريبية خاصة بهم، لضمان تأهيلهم بالشكل الصحيح قبل إشراكهم في المنافسات الكبرى.
- يصنف اتحادكم من الاتحادات الأكثر تنظيمًا للمسابقات المحلية، وينشط في استضافة البطولات الخارجية، العربية وغرب آسيوية في ألعاب البليارد والسنوكر والدارتس.. حدثنا عن ذلك؟
نحن نؤمن بأن التنظيم الجيد هو مفتاح النجاح، لذلك نحرص على إقامة بطولات محلية وفق أعلى المعايير العالمية، كما أننا نسعى دائماً لاستضافة البطولات الإقليمية والدولية في البحرين لتعزيز مكانة المملكة على الساحة الرياضية، واستضافة هذه البطولات لا تعود بالنفع فقط على اللاعبين البحرينيين، بل تساهم أيضاً في تطوير مستوى التحكيم والإدارة الرياضية في المملكة، إضافة إلى تعزيز السياحة الرياضية.
- لماذا لا تسعون لاستضافة بطولات آسيا والعالم في البليارد والسنوكر؟ أم أن ذلك يتطلب اشتراطات لا تتوافر لديكم؟
نرغب في استضافة البطولات الكبرى، ولكن هناك متطلبات لوجستية ومالية يجب تحقيقها أولاً، مثل توفير صالات مجهزة بأحدث الوسائل، وضمان الدعم المالي الكافي لتنظيم الحدث بشكل احترافي، ونعمل حالياً على التواصل مع الجهات الدولية المختصة للحصول على فرصة الاستضافة في المستقبل.
-ما آخر المستجدات بشأن مساعيكم لاستضافة بطولة العالم للسنوكر تحت 21 عامًا هذا العام؟
نعمل حاليًا على استضافة مملكة البحرين لهذه البطولة، والتي ستكون أول بطولة عالمية تستضيفها المملكة في هذه الرياضة. نحن في تواصل مستمر مع الاتحاد الدولي للسنوكر للحصول على حق الاستضافة، ونثق تمامًا في قدرتنا على تحقيق ذلك. كما ننسق مع الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية لتوفير كل المتطلبات اللازمة، ونتطلع إلى تنظيم حدث استثنائي يليق بمكانة البحرين على الساحة الرياضية الدولية.
- سجلت حضورا قويا في الاتحادات الإقليمية والقارية والدولية.. كيف استطعت ذلك؟
نجحنا في تعزيز حضور البحرين دوليًا عبر المشاركة الفاعلة في الاجتماعات والمؤتمرات الرياضية، تقديم مقترحات تطويرية، وتنظيم البطولات بشكل احترافي. وهذا جعل البحرين تكسب ثقة المجتمع الرياضي الدولي، ما مكّنني من الحصول على عدة مناصب منها:
• عضو الاتحاد الدولي للسنوكر
• نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب البليارد
• رئيس اتحاد غرب آسيا للدارتس
• نائب رئيس الاتحاد العربي للدارتس
• عضو اتحاد غرب آسيا للبليارد والسنوكر
- يدير البطولات القوية للسنوكر في آسيا وغرب آسيا والعالم وفي المسابقات العربية حكام بحرينيون بشكل لافت.. كيف تكونت لدينا هذه القاعدة القوية من الحكام؟
لقد استثمرنا في تأهيل الحكام البحرينيين من خلال إرسالهم إلى دورات تدريبية معتمدة دولياً، وإعطائهم الفرصة للتحكيم في البطولات المحلية والدولية.
كما أننا نحرص على صقل مهاراتهم بشكل مستمر عبر استضافة محاضرين دوليين، مما ساعدهم على اكتساب خبرة كبيرة جعلتهم من بين الأفضل على المستوى الآسيوي والعالمي، وغالبًا ما يتواجدون بشكل مكثف في البطولات الكبرى على مستوى آسيا والعالم.
- لماذا لا نسمع عن حكام بحرينيين دوليين في البليارد؟
حكام البليارد يحتاجون إلى خبرة طويلة وشهادات دولية، ونحن نعمل حالياً على دعمهم للحصول على هذه الشهادات من خلال توفير دورات متقدمة لهم.
- لأول مرة يستضيف الاتحاد دورة إعداد المدربين.. ماذا عن تفاصيل الدورة؟
الدورة أقيمت تحت إشراف المدرب العالمي المعروف ستيفن فيني، وهذا المدرب ساعد أربعة لاعبين محترفين بتتويجهم ببطولة العالم للمحترفين، وتهدف الدورة إلى إعداد مدربين وطنيين مؤهلين وفق أحدث المعايير العالمية إذ أن الدورة تحتوي على برنامج تدريبي شامل يغطي أحدث أساليب التدريب من خلال تطبيقات عملية وجلسات تفاعلية لضمان الاستفادة القصوى، مما يسهم في تطوير مستوى اللاعبين.
– هل تعتبر احتراف بعض اللاعبين البحرينيين في الدوري السعودي خطوة إيجابية؟
نعم، الاحتراف الخارجي يرفع من مستوى اللاعبين ويمنحهم خبرة كبيرة، مما ينعكس إيجابياً على المنتخب.
اللعب في دوري قوي مثل الدوري السعودي يتيح للاعبينا الاحتكاك، مما يساهم في تطوير مستواهم الفني، علاوة على ذلك، التنافس في بيئة احترافية قوية يساعد اللاعبين على تنمية مهاراتهم التكتيكية والتكيف مع ضغوط المباريات الكبيرة، وهو ما يجعلهم أكثر جاهزية في المنافسات الدولية، وبالتالي عندما يشارك اللاعبون في بطولات قوية، يعودون إلى المنتخب بخبرة أكبر ومستوى أعلى، مما يعزز من قدرة البحرين على المنافسة قارياً ودولياً.
- كيف استعد منتخب البحرين لبطولة غرب آسيا 2025؟
من خلال معسكرات تدريبية مكثفة ومباريات ودية قوية، ونطمح للمنافسة على اللقب كعادة لاعبينا ولاعباتنا، لكننا نمر بظروف في هذه النسخة وتغييرات في تشكيلة منتخبي الناشئين والسيدات، لكننا نعوّل على اللاعبين المتواجدين في تشكيلة المنتخب لمساعدتنا على صعود منصة التتويج كأبطال، وهم يبذلون جهودًا كبيرة ويبدون جدية لتحقيق ذلك.
- لماذا لا نسمع عن مدربين بحرينيين للبليارد والسنوكر؟
نعمل حالياً على إعداد مدربين بحرينيين معتمدين دوليًا، من خلال برامج دولية معترف بها لإعداد المدربين في الفترة المقبلة ضمن مساعي مجلس الإدارة لتطوير كل أركان اللعبة، وبفضل دعم الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية سنحقق أهدافنا في الارتقاء بألعاب البليارد والسنوكر والدارتس.
– هل الدارتس أقل اهتماماً من مجلس الإدارة؟
ليس صحيحًا أن اهتمام مجلس الإدارة بالدارتس أقل من البليارد والسنوكر، وفي يناير من العام الحالي، ويناير الماضي استضفنا بطولة كأس العرب للدارتس وحققنا فيهما المركز الأول، إلى جانب المشاركة في البطولة العربية في القاهرة وشرم الشيخ على التوالي، وعدنا منهما بكأس المركز الأول.
- كيف تضمنون التواجد في البطولات الكبرى في ظل كثرة المشاركات بالنسبة لميزانية الاتحاد؟
نحظى بدعم واهتمام من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية في المناسبات الكبرى، وهما يوفران دعماً استثنائياً لتتواجد مملكتنا في البطولات العالمية ذات الصيت الرفيع، وهنا أسجل كلمة شكر وعرفان مقرونتين بأجمل التحية والثناء إلى سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة الدكتور عبدالرحمن عسكر وإلى سعادة الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية فارس الكوهجي لدعمهما المتواصل ومساعيهما لتذليل المصاعب ووقوفهما بجانب مجلس الإدارة في المواقف الصعبة.
- لماذا لا نسمع عن حكام بحرينيين دوليين في البليارد؟
حكام البليارد يحتاجون إلى خبرة طويلة وشهادات دولية، ونحن نعمل حالياً على دعمهم للحصول على هذه الشهادات من خلال توفير دورات متقدمة لهم.