ياسر العيلة
أحيا الموسيقار الكبير عمر خيرت حفلين كبيرين، مساء الخميس والجمعة الماضيين، في مركز جابر الأحمد الثقافي ضمن مهرجان «ليلة عمر 2025»، وسط حضور جماهيري ضخم عاش لحظات لا تنسى مع عبقرية الألحان واستمتعوا بتجربة ساحرة مع مؤلفاته الموسيقية البديعة التي مزج من خلالها الأنغام الكلاسيكية مع الموسيقى المعاصرة، حيث استمتع الجمهور بـ 24 مقطوعة من روائع خيرت، في أجواء مبهرة، وتقنيات صوتية حديثة عززت من تجربة الاستماع، بوجود فريق عازفين محترفين تجاوز عددهم الأربعين عازفا.
شهدت الأمسية تقديم أعمال خالدة لطالما استمتع بها الجمهور وتعلق بتفاصيلها وتناغمت مع ذكرياته، وبدأ خيرت الحفل بمقطوعة «العرافة والعطور الساحرة»، ثم «ضمير أبلة حكمت»، و«مكان في القلب»، و«خلي بالك من عقلك»، و«حبيبة»، و«في هود الليل»، و«مسألة مبدأ 2»، و«تيمة حب»، و«زي الهوى»، و«عفوا أيها القانون»، و«جيران الهنا».
وعقب استراحة قصيرة عاد خيرت ليواصل إبداعاته، وقدم «رابسودية عربية»، و«خايف من بكرة ليه»، و«الخواجة عبدالقادر» و«ليلة القبض على فاطمة»، و«وجه القمر» و«ربيع في العاصفة» و«صابر يا عم صابر» و«مافيا» و«100 سنة سينما» و«البخيل وأنا»، واختتم الحفل بمقطوعة «فيها حاجة حلوة» ليسدل الستار على حفل رائع ومميز لعشاق الموسيقى الراقية.
وقبل بداية الحفل، تحدث الموسيقار عمر خيرت لوسائل الاعلام المحلية بحضور رئيس مجلس إدارة شركة «ليلة عمر» عبدالعزيز الزيدي، حيث اعرب عن سعادته بالتواجد في الكويت خلال أيام العيد، مؤكدا على حبه للكويت وشعبها الذي يحترمه ويقدره، ووصفه بالجمهور المتذوق للموسيقى بشكل كبير، وقال انه لمس ذلك في كل حفلاته خاصة بالقاهرة، فهو يعرف منهم انهم جاءوا خصيصا من الكويت لحضور حفل له في مصر.
واكمل خيرت بأنه سعيد لأن يعزف مجددا في مركز جابر الأحمد الثقافي الذي شارك بالعزف فيه اكثر من مرة من قبل أمام الجمهور الكويتي الحافظ لكل أعماله بما فيها أعمال لا تنسى منذ 40 عاما ومن الثوابت في حفلاته، ولن يرضى الجمهور الا بسماعها.
من جانب آخر، وجه خيرت الشكر لرئيس مجلس إدارة شركة «ليلة عمر» على دعوته لهذا الحفل، بالإضافة لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدا بالمعاملة الراقية والمحترمة التي وجدها منه ومن كل افراد الشركة، مؤكدا ان الاحترام مهم جدا للفنان، وأن الزيدي يقدمه للجمهور في اجمل صورة.
وعن رأيه في موضوع «الذكاء الاصطناعي» الذي اثر بالسلب بشكل كبير على الموسيقى الآن، فقال: بالنسبة لي أرى انه تقنية ضد الفن بالرغم من انه احدث طفرة غير طبيعية في الدنيا، فالمؤلف الموسيقي الذي يحترم فنه لن يستعين به، وقال: لو أي احد طلب من الذكاء الاصطناعي أغنية على طريقة عمر خيرت فسيقوم بتنفيذها لأنه في النهاية يعتمد على «داتا» وأشياء خاصة بأعمالي، وطريقة استخدامي للآلات، وهذا الكلام مرفوض ولا يصح بالتأكيد، فالفن يحتاج للإنسان ليبدع وليس للآلة، بالرغم من أن من قام بصناعة هذه الآلة هو إنسان أيضا، وللأسف الذكاء الاصطناعي سهل للناس ان تكسب أموالا بدون مجهود أو تعب.
وعن الرسالة التي يقدمها للجمهور من خلال أعماله، قال: الموسيقى شيء مهم جدا للإنسان وللمشاعر الإنسانية وتخاطب الروح، ويجب ان نحافظ عليها، فهي عمل متبادل بين المستمع والمؤلف الموسيقي عنوانه الحب، وأجمل شغلانة في الدنيا ان تسعد الناس.
مجهود كبير
نجاح حفلي الموسيقار عمر خيرت وخروجهما بهذا الشكل المتميز وراءه مجهود كبير من قبل فريق مركز جابر الأحمد الثقافي بداية من مراقب المركز الخلوق خالد علي الفيلكاوي، ومسؤول العلاقات العامة بالمركز بدر الزواوي، ومن إدارة الفعاليات نادرة الأحمد، ومن إدارة التنظيم آلاء الكندري، ومن إدارة النظم والمعلومات بيبي الكندري، بالإضافة إلى فريق عمل شركة «ليلة عمر»، فجميعهم كانوا متعاونين لأقصى درجة مع وسائل الإعلام التي حضرت لمقابلة الموسيقار الكبير عمر خيرت، حيث كان أداؤهم جميعا احترافيا ويستحقون عليه الشكر والإشادة.