الدوحة – قنا: تستمر عروض الأفلام العامة في ملتقى «قمرة السينمائي 2025»، بجذب الجمهور من مختلف أنحاء العالم في مسرح متحف الفن الإسلامي حتى 9 إبريل. وتُعرض الأفلام الاستثنائية التي حصلت على دعم من مؤسسة «الدوحة للأفلام» في تمام الساعة 7:30 مساءً يوميًا، وهي جزء من النسخة الحادية عشرة من الملتقى الذي يشكل حاضنة سينمائية لدعم صُناع الأفلام الواعدين خلال مسيرتهم المهنية. وسيُعرض اليومَ الفيلمُ الوثائقي الطويل «النهوض ليلًا»، من إخراج نيلسون ماكينغو، الذي يستعرض الأمل، وخيبة الأمل، والإيمان الديني في وقت تعيش فيه العاصمة كينشاسا حالة من انعدام الأمن، حيث يعاني سكانُها من صعوبة الوصول إلى الكهرباء. فيما يُعرض فيلم «صرخة الصمت» من إخراج ثي ماو نينغ، الذي يروي قصة «مي – ثيت» العاملة الشابة في مصنع للملابس، التي يؤدي انخراطها في إضراب عمالي إلى إيقاظ وعيها السياسي وربطها بالتاريخ المُعقد للمقاومة في ميانمار. وفي ختام عروض الأفلام العامة يوم الأربعاء، سيكون الجمهور على موعد مع فيلم «الذراري الحمر» من إخراج لطفي عاشور، الذي يقدم تصويرًا مؤثرًا لحياة الراعي الشاب أشرف، التي تتغير إلى الأبد بعد فاجعة وفاة ابن عمه.
وتتضمنُ عروض أفلام قمرة 2025 العامة، سبعة أفلام روائية طويلة حظيت بإشادة واسعة من النقاد وبدعم من مؤسسة «الدوحة للأفلام»، وتمثل أبرز الأصوات في السينما المُستقلة. جدير بالذكر أنه يشاركُ في النسخة الحادية عشرة من ملتقى «قمرة السينمائي»، 49 مشروعًا لصُناع أفلام ناشئين من 23 بلدًا، بما في ذلك عدة مخرجين قطريين ومقيمين في قطر، ما يعكس نمو صناعة السينما الإبداعية في الدولة.
من جهة أخرى استَعْرَضَتْ ندوةٌ احتضنها الملتقى، عددًا من أكثر التجارب البصرية تميزًا في السينما المعاصرة، مؤكدة أهمية الضوء ودوره المحوري في صناعة الفن الأصيل.
وسلطت الندوة، التي قدمها الخبير والمصور السينمائي داريوس خنجي، الضوء على قوة السرد البصري من خلال الضوء أو غيابه لتقديم أعمال فنية أصيلة، كما تناولت كواليس بعض المشاريع بما في ذلك فيلم «طوبى» للمخرجة شيرين نشأت، وهو عمل فني رائع يستكشف حركة الناس من وطنهم إلى المدينة الفاضلة المتخيلة.
ويقول خنجي: إنّ القصص الرمزية القوية عن الحياة التي صوّرها على الشاشة لفيلم «طوبى» تأتي من المخرجة. ويضيف: «أتذكر كلماتها عندما كانت تصف لي ما أرادت تحقيقه في الفيلم، وقمت أنا بالتصوير. كمصورين سينمائيين، نحن مثل الموسيقيين، نعزف الصوت والموسيقى التي يقدمها الملحن».

وقال داريوس خنجي: ذكرياتي المبكرة عن السينما كانت تدور حول الاستماع إلى الموسيقى التصويرية للأفلام المصرية وأفلام الواقعية الجديدة الإيطالية والأفلام الأوروبية السائدة والأفلام الهندية، حيث نشأتُ محاطًا بهذه الأصوات والمشاعر، مشيرًا إلى أن الموسيقى تلعب دورًا محوريًا في أعماله السينمائية.
وأضاف: إن الأفلام تتمتع بطبيعة فنية تشكيلية، والأمر كله يتعلق بكيفية ترجمة القصة على الشاشة، سواء باستخدام الفيلم أو التقنيات الرقمية.
ونصح صناع الأفلام الناشئين الذين يسعون للتميز، قائلًا: لكل شخص صوت داخلي مميز، ومن المهم أن نفهم ونقبل اختلافنا، إذا كان علي أن أصنع فيلمًا بنفسي اليوم، رغم أنني لست صانع أفلام ناشئًا، سيكون من الصعب العثور على صوت فني فريد، وعلينا أن نجد هذا الصوت داخل أنفسنا، ثم نترجمه على الشاشة.
وشارك خنجي الحضور أفكاره الشخصية حول رحلته في السينما بدءًا من شغفه بالأفلام، مشيرًا إلى أنه بدأ صناعة الأفلام عندما بلغ الثانية عشرة من عمره، وكان مفتونًا بأفلام الرعب مثل مصاصي الدماء، وأراد حينها أن يصبح مخرجًا، لكنه أدرك شغفه في مجال التصوير السينمائي.