السنغالي يوسو ندور يعود إلى الساحة بألبوم وجولة موسيقية
القاهرة – بوابة الوسط الأربعاء 16 أبريل 2025, 09:42 مساء
يؤكد النجم السنغالي يوسو ندور الذي يعود إلى الساحة الفنية مع ألبوم وجولة موسيقية، أنه «لا يستطيع العيش من دون موسيقى» ودائما ما يرغب في «تناول رسائل قوية» و«مشاركتها» مع جمهوره.
«هيا بنا! هل أنتم مستعدون؟»، بهذه العبارات يتوجه يوسو ندور إلى 12 موسيقيًا وهو يسير بحماسة نحو المسرح. إنها الساعة الحادية عشرة ليلا خلال آخر التمرينات قبل انطلاق الجولة الموسيقية. ويستمر التدريب حتى وقت متأخر من الليل في العاصمة السنغالية، وفقا لوكالة «فرانس برس».
يسود الصمت عندما يوجه يوسو حديثه إلى موسيقييه، ثم تصدح أصوات الآلات الإيقاعية على وقع صوته المنفرد عالي النبرة والآسر، والذي يمكن التعرف عليه من بين مختلف الأصوات.
وعلى هامش الجلسة التدريبية، تمكنت وكالة «فرانس برس» من التحدث إلى المغني الذي كان ودودا ومتحمسا.
ويقول باسما «لماذا إطلاق هذا التحدي الجديد المتمثل في ألبوم وجولة؟ الأمر بسيط: أحتفظ بالشغف!» مشيرا إلى «اللقاءات الاستثنائية» التي اختبرها، و«التخيلات الصوتية من قارة إلى قارة»، ويظهر سعادة بمعاودة لقاء جمهوره و«باللحظات التشاركية».
– ماتي ديوب فرنسية سنغالية تصنع أفلاما عن أفريقيا ومن أجلها
– منزل الرئيس السنغالي الشاعر ليوبولد سيدار سنغور يُفتح للجمهور
– فنانون في السنغال ينجزون جدارية لدعم السود في دكار
بعد خمس سنوات من إصدار أحدث ألبوم عالمي له، يطرح «ملك المبالاكس» برفقة فرقته «سوبر إيتوال»، ألبوم «إكليريه لو موند» Eclairer le monde الذي يعطي مكانة جيدة للآلات الأفريقية التقليدية، ويطلق جولة تتضمّن محطات بينها حفلة موسيقية السبت في أولمبيا باريس.
يُعدّ إصدار ألبوم ليوسو ندور (65 عاما) حدثا مهمّا، لأن أحد أشهر الموسيقيين الأفارقة المعاصرين وأحد أعمدة الموسيقى العالمية الذي ساهم في إنشائها خلال الثمانينات، لم يعد يحتاج إلى مقدمة.
يُعدّ يوسو ندور، وهو موسيقي ومؤلف وملحن ومؤدّ ومنتج، شخصية تاريخية في موسيقى «مبالاكس»، وهو أسلوب حضري يدمج الموسيقى اللاتينية والإيقاعات السنغالية.
وخلال مسيرته الفنية الممتدة على 45 عاما، حصل على شهادات مبيعات الموسيقى المسجلة وعلى جائزة غرامي، بالإضافة إلى تعاونه مع بيتر غابرييل وبول سايمن وستينغ وأنجيليك كيدجو ومانو ديبانغو، فضلا عن أغنية «سيفن سيكندز» مع نينيه تشيري والتي حققت نجاحا واسعا في العالم.
كل ما سبق جعله نجما وصلة وصل أساسية بين الثقافات الموسيقية الأفريقية والغربية.
عندما ينظر إلى مسيرته المهنية الممتدة على 45 عاما، يقول يوسو ندور «كانت مفعمة بالسعادة!» مضيفا «عندما أعاود النظر في كل الأمور التي تعيّن عليّ القيام بها، لا أندم على أي شيء». ويشير إلى أنه «متأثر جدا» لرؤية أن أعماله الموسيقية «لا يزال صداها قائما حتى يومنا هذا»، خصوصا من خلال النسخ الجديدة التي يقدمها فنانون شباب.
يهدف الألبوم الجديد الذي جرى تسجيل أغان منه في إقليم كاتالونيا الإسباني داخل منزل منتج الألبوم مايكل ليغ، إلى أن «يعيد أمجاد» الموسيقى العالمية، وأن يكون «مصدر إلهام» للشباب العاملين في الموسيقى الحضرية الأفريقية.
ومن العناصر الأساسية الأخرى للألبوم، «إبراز قيمة» الآلات الصوتية التقليدية «الأفريقية التي تتمتع بصوت استثنائي»، مثل الكورا والسوكو والنغوني والبالافون، ويعزف عليها خصوصا موسيقيون شباب «ورثوها عن أهلهم».
ويوسو ندور المولود في حي ميدينا الشعبي في دكار لأب يعمل في قطاع الحديد، ناشط منذ 25 سنة في القضايا الإنسانية وقضايا حقوق الإنسان.
ويقول «الموسيقى تهدف إلى الترفيه: نجعل الناس سعداء، لكننا ندرك أنها قوة».
ويتابع «الثقافة هي البداية والنهاية لأي اتصال بين الشعوب والأجيال؛ وعلينا مواصلة استخدامها لإيصال رسائل، وتعزيز الأفكار القوية كتلك المتعلقة بحقوق الإنسان والاحترام المتبادل».
«لا أستطيع العيش من دون الموسيقى»
يروّج الألبوم «للحب العالمي للقريب»، ويدعو إلى احترام حقوق المرأة في أغنية «سا ما حبيبي» التي يبدي فيها المغني معارضته استمرار الزواج القسري.
ومن بين الأغاني في الألبوم «ساي ثانك يو» التي يحتفي فيها بالأمهات وتضحياتهن، و«سام فال» و«أحمدو بامبا» اللتان تشكلان تحية للجوانب الروحية في السنغال.
المغني هو أيضا رجل أعمال وصاحب مؤسسات إعلامية. وأسس كذلك حركة سياسية وكان وزيرا للثقافة في السنغال.
عندما سُئل عن مستقبله وما إذا كان يرى نفسه يتوقف عن إصدار الألبومات أو إقامة الحفلات الموسيقية، أجاب «أنا؟ سأستمر في عزف الموسيقى حتى آخر نفس في حياتي».
وقال «أتحدر من عائلة تضم مؤرخين ورواة قصص من جهة أمي. رأيت جدتي تغني في سن الثمانين تقريبا، في الاحتفالات وحفلات العماد أو الزفاف. عندما تكون الموسيقى متأصلة فيك منذ الولادة، تبقى داخلك حتى تفارق الحياة».
وأضاف «لا أستطيع العيش من دون الموسيقى. ما دامت هناك موسيقى، فهناك حياة».