صدر الصورة، Getty Images
22 يناير/ كانون الثاني 2025
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي لبدء عملية انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
هذه هي المرة الثانية التي يأمر فيها ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وهي جزء من الأمم المتحدة معنيّ بصحة الناس في جميع أنحاء العالم، وتعمل على القضاء على الأمراض.
وكلما حدثت أزمة صحية عالمية، تتطلع البلدان والعاملون في المجال الصحي والطبي والناس العاديون إلى منظمة الصحة العالمية للحصول على التوجيه والدعم.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن مهمتها توفير صحة أفضل للجميع، والعمل على توفير “فرصة متساوية للجميع في كل مكان في الحصول على حياة آمنة وصحية”.

صدر الصورة، Getty Images
تأسست المنظمة العالمية عام 1948 ومقرها سويسرا.
تضم منظمة الصحة العالمية 194 دولة كأعضاء فيها (من بينها الولايات المتحدة)، وتشارك في عدد من المشروعات، بما في ذلك حملات التطعيم، ومساعدة الناس على التعامل مع حالات الطوارئ الصحية ودعم البلدان في معايير الرعاية الصحية الخاصة بها.
وتشارك منظمة الصحة العالمية أيضاً في وضع المبادئ التوجيهية العالمية بشأن سلامة الغذاء وإجراءات التجارب الدوائية وتوحيد معايير العلاج.
وتحصل المنظمة على أموالها من الدول الأعضاء و التبرعات، وبلغت ميزانيتها 6.83 مليار دولار في عام 2024-2025.
ومنذ عام 2017، يترأسها الدبلوماسي الإثيوبي السابق ووزير الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
الاستجابة للطوارئ

صدر الصورة، Getty Images
تعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومات للتغلب على حالات الطوارئ الصحية مثل الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية والأوبئة.
وغالباً ما تشارك في تقديم الرعاية الصحية لمن يحتاجون إلى المساعدة في مناطق الحرب، مثل غزة على سبيل المثال.
وتتمثل إحدى الطرق التي تعمل بها منظمة الصحة العالمية لتحسين الصحة في الدول النامية في تدريب الناس ليصبحوا ممرضين وعاملين في مجال الرعاية الصحية في بلادهم.
كما تنشر بيانات ونشرات حقائق حول الأمراض الرئيسية التي تؤثر على السياسات العامة.
برامج التطعيم

صدر الصورة، Getty Images
تعمل منظمة الصحة العالمية على توفير المراقبة والوقاية والتشخيص والعلاج والرعاية للأمراض المعدية وغير المعدية والصحة العقلية والنفسية.
وتعمل المنظمة أيضاً على القضاء على الأمراض من خلال قيادة العديد من الحملات الصحية العالمية. على سبيل المثال، في عام 1974، بدأت منظمة الصحة العالمية برنامج التحصين الموسع. في البداية، كان البرنامج يهدف إلى تطعيم الأطفال في جميع أنحاء العالم ضد الأمراض الستة التالية:
تم توسيع البرنامج لاحقاً ليشمل 13 لقاحاً موصى به عالمياً و17 لقاحاً إضافياً موصىً به لحالات معينة.
سجل الإنجازات
يظل القضاء على الجدري أحد أكبر إنجازات منظمة الصحة العالمية.
كان الجدري مرضاً مدمراً تسبب في وفاة الملايين قبل القضاء عليه.
وبذلت منظمة الصحة العالمية جهوداً مكثفة للقضاء على الجدري في عام 1967، وتضمنت تلك الجهود برنامجاً ضخماً للتحصين والمراقبة في جميع أنحاء العالم لعدد من السنوات.
بعد أكثر من عشر سنوات من العمل، أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على الجدري في عام 1980. وهو المرض المعدي الوحيد الذي تم القضاء عليه، ويظل هذا “من بين أكثر نجاحات الصحة العامة شهرة وعمقاً في التاريخ”، كما تقول منظمة الصحة العالمية.
بفضل الجهود العالمية، تم القضاء على شلل الأطفال الآن في معظم البلدان، على الرغم من أنه لا يزال متوطناً في باكستان وأفغانستان.
لكن مبادرة سابقة للقضاء على الملاريا أطلقت في عام 1955 تم إيقافها في عام 1969، وأحرزت تقدماً بطيئاً منذ ذلك الحين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن القرارات المختلفة التي اتخذتها جمعية الصحة العالمية، وهي هيئة صنع القرار في المنظمة، وتجتمع سنوياً وتتكون من ممثلين عن الدول الأعضاء، أعادت تأكيد هذا الهدف الذي وضع عام 1955 حتى عام 2015.
ومنذ عام 2015، حصلت 12 دولة على شهادة خلوها من الملاريا من قبل منظمة الصحة العالمية. وأحد الأهداف الرئيسية لـ “الاستراتيجية التقنية العالمية لمكافحة الملاريا 2016-2030” لمنظمة الصحة العالمية هو القضاء على الملاريا في 30 دولة على الأقل بحلول عام 2030.
وفي عام 2021، أوصت منظمة الصحة العالمية بأول لقاح للوقاية من الملاريا عند الأطفال، وفي عام 2023، أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامج تطعيم لتوفير 18 مليون جرعة من أول لقاح للملاريا على الإطلاق لـ 12 دولة في مناطق شتى من أفريقيا بحلول عام 2025.
الانتقادات
تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات لاذعة بسبب استجابتها لتفشي فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا في عام 2014، حيث أُلقيَ اللوم على ضعف التواصل والموظفين غير الأكفاء لإخفاقها في الاستجابة بسرعة لتفشي المرض.
ويقول مؤيدو المنظمة إن بعض الانتقادات في ذلك الوقت كانت غير عادلة، وإن التوقعات لم تكن واقعية.
ويمكن لمنظمة الصحة العالمية تقديم البيانات والتحليلات، لكن ليس لديها سلطة اتخاذ إجراءات مستقلة، ولا يمكنها العمل إلا بعد أن تطلب دولة عضو المساعدة.
كما تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات شديدة بسبب الطريقة التي تفاعلت بها مع فيروس كورونا.
وفي عام 2020، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه سيُخرج بلاده من منظمة الصحة العالمية، قائلاً إنها لم تفعل ما يكفي لوقف انتشار كورونا، واتهمها بالخضوع لسيطرة الصين في أعقاب الوباء.
والولايات المتحدة هي أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية، لذا فإن هذا القرار يمثل ضربة كبيرة للمنظمة.
وفور توليه منصب رئيس الولايات المتحدة، ألغى جو بايدن الخطوة التي أعلنها ترامب، وأكد لمنظمة الصحة العالمية الدعم السياسي والتمويل الأمريكي.
وخلصت لجنة من الخبراء المستقلين شكلتها منظمة الصحة العالمية إلى أن الوباء يمكن الوقاية منه، وأن الاستجابة المشتركة لمنظمة الصحة العالمية والحكومات العالمية كانت “مزيجاً ساماً”.
وقالت إن لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية كان ينبغي أن تعلن تفشي المرض في الصين كحالة طوارئ دولية قبل أسبوع من إعلانها.
ولمكافحة الوباء القادم، دعت اللجنة إلى تحسين الحوكمة العالمية، وتوفير المزيد من التمويل لمنظمة الصحة العالمية.