وأمس، تظاهر مئات الأكراد، في شمال شرق سوريا احتجاجا على الإعلان الدستوري الذي لا يلبّي في نظرهم تطلّعات الأقلّيات في البلد.
جاء هذا في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن يمنح الدستور الجديد صلاحيات غير محدودة للرئيس خلال فترة انتقالية تصل إلى 5 سنوات، وهو ما يثير قلق العديد من المكونات السورية، التي ترى أن هذا الإجراء قد يكرس حكمًا مطلقا بعيدا عن التعددية السياسية.
وقالت شير محمد، وهي شابة في الخامسة والعشرين شاركت في التظاهرة التي نظمت في القامشلي عند الحدود مع تركيا “اليوم خرجنا كشعب كردي رفضا لما ورد في الدستور السوري الجديد ورفضا لإقصاء باقي المكونات والطوائف. لا لسوريا مركزية، نعم لسوريا لامركزية ديموقراطية تعددية”.
وأضافت “نحن كشعب كردي وشعب سوري، بعد سنوات من الظلم، كنا ننتظر أن يكون الدستور شاملا لكل الأديان والأعراق الموجودة في سوريا (بدلا من) إنكار وجودهم”.
والخميس، انتقدت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا الإعلان الدستوري، معتبرة أنه “يتنافى” مع تنوع سوريا ويضم بنودا تتشابه مع حقبة حكم حزب البعث.
وفي بيان صدر بعد يومين من توقيع اتفاق بينها وبين السلطات الجديدة في دمشق، اعتبرت الإدارة الكردية أن الإعلان الدستوري “يتنافى من جديد مع حقيقة سوريا وحالة التنوع الموجود فيها”، ويخلو من “مكوّناتها المختلفة من كرد وحتى عرب”.
وأشارت إلى أنه “يضم بنودا ونمطا تقليديا يتشابه مع المعايير والمقاييس المتّبعة من حكومة البعث” الذي حكم البلاد لعقود.
وقال الطالب دلو أحمد (24 عاما) الذي شارك في تظاهرات الجمعة، في القامشلي إن “حكومة أحمد الشرع تريد إنشاء دولة سنية ودينية. ولن نقبل بذلك إطلاقا”.
وصرّح دلو أحمد “نحن كشباب من القامشلي خرجنا من أجل حقوقنا. نحن لا نريد الانفصال. إننا جزء أصيل من سوريا وما نريده هو أن تثبت حقوقنا في الدستور ولن نقبل بأقلّ من هذا”.
وأقيمت تظاهرات أيضا في عامودا، على بعد بضعة كيلومترات من القامشلي، حيث طالب الأكراد بـ”سوريا ديموقراطية وفدرالية”.
وزير خارجية تركيا: نراقب عن كثب اتفاق الحكومة السورية مع قسد
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن أنقرة تراقب عن كثب اتفاقا بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، معربا عن قلقه بشأن التهديدات المستقبلية المحتملة لأمن تركيا.
وخلال مقابلة مع قناة “تي في 100” التركية، قال فيدان إن تركيا أعربت عن مخاوفها للمسؤولين السوريين خلال زيارة إلى سوريا يوم الخميس.
وتابع “إذا كان هناك اتفاق تم توقيعه بنوايا حسنة ، فليكن، ولكن قد تكون هناك بعض المشاكل أو الألغام المزروعة في المستقبل(…) نحن كتركيا نراقب هذا عن كثب.”
وقال فيدان إن تركيا لا ترى أن الاتفاق يمنح الحكم الذاتي لقوات سوريا الديمقراطية، مضيفا “لا ينبغي أن يشعر أحد أنه أقلية، بل يجب أن يشعر بأنه جزء خاص من ازدهار أكبر من خلال الاستفادة من الفرص المتساوية”.
نائب ترامب: لن ننشر قواتنا في سوريا
وفيما ابتعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التعليق على الملف السوري منذ يناير الماضي، وجه نائبه جي دي فانس انتقادات شديدة للإدارة الجديدة في دمشق.
وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز اليوم السبت إن بلاده “لن تنشر قوات أميركية في سوريا ولكنها تملك الكثير مما يمكنها فعله دبلوماسيا واقتصاديا لحماية الأقليات هناك”.
كما اعتبر أنه على الإدارة الأميركية أن “تتذكر مع من تتعامل في سوريا وعليها ضمان حماية هذه المجتمعات التاريخية” في إشارة إلى الأقليات المسيحية والدرزية.
وأردف أن واشنطن تتحدث مع حلفائها وتعمل بعيدًا عن الإعلام من أجل تشجيع الإدارة السورية (التي وصفها بالمتشددة) على حماية الأقليات المسيحية والدرزية وغيرها.