تضاعفت عمليات البحث عن “مكشطة اللسان” تقريبًا خلال العقدين الماضيين، وفقًا لمؤشرات “غوغل”، مع ذلك، حذّر بعض الخبراء من المخاطر المحتملة لها.
وتُستخدم عادة كشط اللسان “أو تنظيف اللسان بالفرشاة” كوسيلة للحفاظ على صحة الأسنان منذ مئات السنين.
وفي حين خلصت دراسات سابقة إلى أن “كشط اللسان” يمكن أن يُحسّن حاسة التذوق في غضون أسبوعين فقط، أثار البعض مخاوف بشأن المخاطر المحتملة على صحة القلب المرتبطة بهذه الممارسة.
“مخاطر صحية على القلب”
وفي هذا الإطار، قال الدكتور برادلي سيروير، أخصائي أمراض القلب التداخلية لشبكة فوكس نيوز ديجيتال: “لطالما وُجدت علاقة قوية بين نظافة الفم الجيدة وصحة القلب”.
وأضاف الطبيب المقيم في ماريلاند: “من المعروف أن التهاب اللثة أو اللثة السيئة تُسبب مشاكل في القلب على مستويات مختلفة”.
وعلى الرغم من الفوائد المحتملة، حذر سيروير وآخرون من مخاطر صحية غير معروفة على القلب إلى حد كبير مرتبطة بهذه الممارسة.
ما هو كشط اللسان؟
كشط اللسان (أو تنظيفه بالفرشاة) هو عملية تنظيف اللسان لمنع تراكم البكتيريا الضارة وبقايا الطعام والخلايا الميتة على سطحه.
وإلى جانب تنظيف الأسنان بالفرشاة، تُقدم أدوات كشط اللسان المتوفرة في الصيدليات طريقة سهلة للتخلص من البلاك والتراكمات غير المرغوب فيها.
تستخدم عادة كشط اللسان كوسيلة للحفاظ على صحة الأسنان منذ مئات السنين – غيتي
وتنصح الدكتور ويتني وايت من مركز “أسبن” لطب الأسنان، بإجراء عملية كشط اللسان بلطف مرة واحدة يوميًا للمساعدة في إزالة البكتيريا وتنقية النفس.
وقالت وايت، لشبكة فوكس نيوز ديجيتال: “عندما يسأل المرضى، أوصي عادة باستخدام مكشطة اللسان المعدنية، لأنها الأفضل لأسباب صحية للحفاظ على النظافة”.
وفي سياق متصل، قالت أخصائية صحة الأسنان تينيكا باترسون من ولاية أوهايو، لعيادة كليفلاند: “إن كشط اللسان يمكن أن يعمل على إزالة البلاك والبكتيريا من سطح اللسان بشكل أفضل”.
وأضافت: “لا بأس بالتنظيف بالفرشاة، لكن فكّر في الأمر بهذه الطريقة: إذا كانت سجادتك متسخة وفركتها، فستترسّخ الأوساخ فيها. أما إذا كشطتها، فستُزال عن السطح مباشرة”.
ما صلة كشط اللسان بصحة القلب؟
إلى ذلك، حذر سيروير من أن كشط اللسان قد يُسبب “جروحًا ميكروسكوبية” فيه، مما قد يُدخل البكتيريا إلى مجرى الدم.
وأضاف: “في كل مرة تدخل فيها البكتيريا إلى مجرى الدم، يزداد خطر الإصابة بالتهاب الشغاف، وهو التهاب يُصيب صمامات القلب”.
ووفقًا لعيادة كليفلاند، يُمكن أن يُؤدي التهاب الشغاف، إذا تُرك دون علاج، إلى تلف شديد في القلب.
تضاعفت عمليات البحث عن “مكشطة اللسان” تقريبًا خلال العقدين الماضيين – غيتي
ومع أن كشط اللسان مفيد لصحة الفم، إلا أنه من المهم عدم المبالغة فيه، كما نصحت الدكتورة وايت.
وأضافت: “قد يؤدي الإفراط في الكشط إلى خفض مستويات أكسيد النيتريك في الجسم وزيادة خطر الإصابة بمشاكل مثل ارتفاع ضغط الدم”.
وقالت وايت: “في حين أن الكشط اللطيف والمنتظم يساعد على إزالة البكتيريا الضارة، إلا أن الإفراط في استخدامه قد يُخل بتوازن الميكروبات النافعة على لسانك، والتي يُساعد بعضها في إنتاج أكسيد النيتريك، وهو مركب مهم لصحة القلب”.
الاهتمام بنظافة الفم”
وأوصى سيروير بأن “أهم ما يُمكن للشخص فعله هو الاهتمام بنظافة الفم”.
وقال: إن “الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان، وتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، يُمكن أن تُساعد في ضمان صحة اللثة والأسنان”.
ومع أن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط قد يُدخل البكتيريا، إلا أن فوائد الحفاظ على صحة اللثة تفوق فوائد تنظيفها، كما يقول الخبراء.
في المقابل، قال سيروير: “فوائد كشط اللسان ضئيلة للغاية”.
ونصحت وايت قائلة: “بما أن صحة الفم مرتبطة بالصحة العامة، فمن الأفضل كشط اللسان باعتدال للحفاظ على توازن كلٍّ من الفم والجسم”.